محللون: الضربة الإيرانية للاحتلال تطور نوعي واستثنائي
اعتبر الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي أن الرد الإيراني على استهداف الاحتلال الإسرائيلي لسفارة طهران في دمشق، "تطور نوعي، مهم واستثنائي".
وأضاف في حديثه لـ "قدس برس"، اليوم الإثنين، أن "الرد الإيراني يأتي في سياق الصراع الدائر في هذا الإقليم بين (إسرائيل) وحلفائها من جهة، وبين مروحة واسعة من القوى بما فيها طهران، وعدد من الفصائل الفلسطينية".
وأشار الرنتاوي إلى أن "إيران غادرت نظرية الصبر الاستراتيجي، وأكدت أنه قد بلغ السيل الزبى باستهداف قنصليتها في دمشق، وذلك لأن (إسرائيل) تطاولت كثيراً بحيث تضرب بعثة دبلوماسية وتقتل دبلوماسيين، وبالتالي فإن تل أبيب أساءت الأدب، وهناك أصبح ما يشبه الاستباحة للأراضي السورية في الآونة الأخيرة".
وأكّد أن "إيران تدخل لأول مرة منذ 45 سنة على تأسيس الثورة الإسلامية على خط المواجة المباشرة مع الاحتلال، و(إسرائيل) ستحسب من الآن فصاعداً ألف حساب قبل ان تستهداف إيران".
وأضاف "أعتقد أن ما بعد الضربة الإيرانية ليس كما قبلها، وأننا لم نكن أمام مسرحية بل أمام ضربة إيرانية مهمة، وواشنطن تلقت الرسالة جيداً".
من جانبه، قال الخبير العسكري قاصد محمود، إن "إيران تستهداف الجغرافية الفلسطينية أي معقل الكيان الصهيوني لأول مرة بهذه الكثافة، والتنوع، والحشد من الصواريخ والطائرات المسيرة بأنواع مختلفة، وبأعداد كبيرة من الصواريخ".
وأضاف محمود في حديثه لـ"قدس برس"، أن "الأهم من الضربة الإيرانية هي النتائج التي كانت مفاجئة، من حيث النوع، حيث تم إخفاء النتائج والتعتيم الإعلامي على الأهداف حيث لم يتم الإعلان عنها من قبل الجانب (الإسرائيلي)".
ولفت محمود إلى أنه "لأول مرة نجد دور اشتباك مباشر بين واشنطن وطهران، في حين أن التقديرات تقول بأن الطائرات المسيرة التي عبرت الحدود (الإسرائيلية) قد تم التعامل معها خارج الحدود هذه الحدود".
وأشار إلى أن "الرد الإيراني أعاد الحياة للرد المتبادل، ففي الفترة الماضية تعددت الهجمات (الإسرائيلية) على الأهداف الإيرانية دون رد، وقد تكون هذه السمات لأول مرة بحيث تتعرض (إسرائيل) لمثل هذا الهجوم في معقلها بعيداً عن قصة محدودية الضربة الإيرانية".
وختم بالتأكيد على أن "الضربة الإيرانية أوصلت رسالة عسكرية وسياسية واضحة تتعلق باستعادة دور الردع، من خلال التأكيد للجانب (الإسرائيلي) أنه إذا ما تمادت تل أبيب فإن الضربة التالية ستكون دقيقة وقوية ومؤثرة".
ووجهت إيران ليلة أول أمس ضربة للاحتلال الإسرائيلي عبر مئات الصواريخ والطائرات المسيرة، ردا على تعرض القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق مطلع الشهر الجاري، لهجوم صاروخي، أسفر عن مقتل 7 من الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي.