محللون: فرص الاحتلال لإقامة حكم عسكري مؤقت في قطاع غزة "معدومة"

أكد محللون أن كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي لإقامة حكم عسكري مؤقت في قطاع غزة ستبوء بالفشل الذريع، كما أنه لا توجد حتى الآن أي جهة فلسطينية أو عربية أو إقليمية قبلت بإدارة شؤون القطاع عوضا عن حركة "حماس".

وقال الكاتب صلاح أبو العز لـ"قدس برس" إن "فرص الاحتلال في إقامة حكم عسكري في غزة صعب جدا، لعدة أسباب، أهمها: المنعة المجتمعية التي تم العمل عليها من المقاومة خلال الـ 17 عاما التي حكمت فيها القطاع، حيث أوجدت جدار حماية مجتمعي متماسك إلى حد كبير وبنسبة جيدة تؤهل المقاومة من السيطرة وعدم فقدان البعد الاستراتيجي فوق الأرض، رغم صعوبة الأحداث الجارية حاليا والضربات القوية التي وجهها الاحتلال لهذه المنظومة، وهذا شيء لا يمكن نكرانه أو تجاوزه.

وأضاف "الاحتلال يرفض أي وجود فلسطيني لإدارة القطاع، حتى لو كان من السلطة الفلسطينية للأسباب التي ذكرت سابقا، التي من شأنها أن تُفقد هذه الإدارة السيطرة في لحظات وتنقلب الأمور لصالح المقاومة، وتابع "إذا اعتقد البعض خاطئا أن الأمور قد خرجت عن السيطرة ولم تعد لإدارة غزة السابقة أي وجود، وأن عناصر الأمن والمقاومة نزلوا تحت الأرض ولن يعودوا، فعليه إعادة حساباته جيدا، والحدث الأخير بإلقاء المقاومة القبض على مجموعة من ضباط جهاز المخابرات الفلسطينية الذين ارسلهم ماجد فرج إلى غزة لمحاولة إيجاد بديل عن حماس، خير مثال".

وعرج أبو العز إلى التاريخ، قائلا "تاريخيا لم يسجل في القطاع أي سيطرة تامة لا للاحتلال ولا إلى السلطة حتى وهي في عزها... القطاع كان يساريا ثوريا وانقلب إسلاميا جهاديا ولم يكن يوما في صالح أي قوة تساير الاحتلال".

وفي رده على سؤال، عن عدم موافقة أي منظومة إقليمية أو دولية للعمل في قطاع غزة، أوضح أن "المنظومة الإقليمية لا توافق لأنها لا ترغب في إضافة أعباء على كاهلها والوضع العالمي اصلا بطبيعته الحالية محمل بأعباء كبيرة جدا، واهمها العبء الاقتصادي الهش الذي تختبئ خلف قشوره كل دول العالم"، واستدرك "الانهيار الاقتصادي الذي تم ترحيله من عام 2008 كان من المعروف أنه سينتهي إلى فترة ويتعرى. ومنذ عام 2018 والاقتصاد العالمي في انحدار ملحوظ. كما أن التحالفات العالمية والإقليمية تتبدل بتبدل المصالح، "القوى الإقليمية على الرغم من موقفها المعادي للمشروع الوطني ستقف أمام حسابات تبدل المصالح والتي يستشعرها الجميع بما فيها الولايات المتحدة، ويوما ما ستجدون امريكا تتخلى عن الكيان أمام مصالحها".

وختم بقوله "الدول مصالح، وقوى الرفض والممانعة والمقاومة تتصاعد ولحظة الانقلاب الكلي مسألة وقت".

من جهته، أوضح المختص بالشؤون الإسرائيلية نصر الدين عابد أن "إمكانية فرض حكم عسكري في غزة تبدو مستحيلة، والسبب أن الناس في غزة لن يتعاملوا مع الاحتلال في أي شكل من أشكال إدارة الحياة، وأما السيطرة العسكرية فقد ثبت أن الاحتلال غير قادر عليها وأن المقاومة ما زالت تقاتل وتمنع قوات الاحتلال من العمل والتحرك بحرية".

وتابع "الفشل يكمن في أن الاحتلال لا يملك خطة أساساً لكيفية إدارة غزة، وكل ما يقال على لسان مسؤوليه بدءا من رئيس حكومته بنيامين نتنياهو وصولا لوزراء "كابينت الحرب"، وليس انتهاءً بأحلام اليمين المتطرف بعودة الاستيطان إلى هناك، تبين بالدليل القاطع أنها مجرد تصريحات جوفاء لا أساس لها على الأرض.

أما رفض الاحتلال لمشاركة "حماس" في إدارة غزة، "فهذا لأن الموافقة على التعامل مع حماس معناه الإقرار بوجودها وعدم القضاء على قدراتها وبالتالي الإقرار بالفشل في الحرب وهو ما يرفض الاحتلال الإقرار به، ولكن في نهاية المطاف سيضطر الاحتلال للتعامل مع الأمر الواقع، وهو أن حماس هي من ستدير القطاع، خاصة بعد وصوله إلى قناعة بعدم إمكانية القضاء عليها"، يقول عابد.

وبشأن رفض الاحتلال مشاركة أطراف فلسطينية غير حماس في إدارة غزة، فيرجعه "لأن هذه الأطراف لم تقنع الاحتلال بأنها قادرة على وقف قدرات المقاومة والحد منها، فوسط سيطرة للسلطة الفلسطينية في الضفة تنمو المجموعات المسلحة وتنطلق العمليات على الرغم من قلة الإمكانيات، فما بالك في غزة التي تمتلك مخزوناً من المقاتلين والسلاح والخبرات!!".

وأشار إلى أن الفلسطينيين في غزة سيتعاملون مع أي قوة عسكرية أو مدنية لإدارة القطاع وكأنها قوة احتلال، وبالتالي لا أحد يريد ان يضع نفسه في مواجهة مع الفلسطينيين، كما أن الاحتلال لن يعطي أي جهة المساحة الكافية من التحرك والعمل بل سيقيدها كما جرى مع الجهات الدولية التي تعمل في غزة".

 

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
رسميا.. تركيا تعلّق التبادلات التجارية كافة مع "إسرائيل"
مايو 2, 2024
 أعلنت وزارة التجارة التركية، الخميس، تعليق التبادلات التجارية كافة مع الاحتلال الإسرائيلي. وقالت الوزارة في بيان لها، إنه "تم تعليق الصادرات والواردات المرتبطة بإسرائيل"، مستدركة أن "تركيا ستطبّق هذه الاجراءات الجديدة إلى أن تسمح الحكومة الإسرائيلية بتدفق متواصل للمساعدات الإنسانية الى غزة". وكانت وسائل إعلام تركية أفادت في وقت سابق من اليوم، بأن "أنقرة أوقفت
"أونروا": لسنا قادرين على إجلاء المدنيين من رفح
مايو 2, 2024
قال المستشار الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (أونروا)، عدنان أبو حسنة، الخميس، إن المنظمة "غير قادرة على إجلاء المدنيين من منطقة رفح جنوبي قطاع غزة بشكل عاجل، إذا نفذت إسرائيل عملية عسكرية". وأضاف أبو حسنة، أنه "ليس لدى أونروا أي معلومات عن وجود خطط لإجلاء المواطنين الفلسطينيين من مدينة رفح". وأكمل أن "عملية
"الحوثي": نحضر لجولة تصعيد رابعة إذا تواصل العدوان على غزة
مايو 2, 2024
قال زعيم جماعة "أنصار الله" اليمنية (الحوثيون) عبد الملك الحوثي، الخميس، إنهم يحضرون لـ"جولة رابعة من التصعيد إذا استمر عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة". وأضاف الحوثي، أنه "إذا استمر العدو الصهيوني متعنتا ومعه الأميركي، ضد الشعب الفلسطيني، فهناك جولة رابعة نحضر لها من التصعيد في مواجهة هذا العدو الغاصب". وتابع أن "الشعب اليمني قطع
"التعليم العالي" الفلسطينية تعلن آلية اعتماد شهادات طلبة غزة
مايو 2, 2024
أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي (تابعة للسلطة الفلسطينية)، الخميس، أنها "خطت خطوات عملية باتجاه استخراج واعتماد الشهادات وكشوف العلامات التي تُصدرها مؤسسات التعليم العالي في قطاع غزة بطريقة إلكترونية". وأضافت الوزارة في بيان، أن "اعتماد الشهادات أو كشوف علامات الطلبة، يتم من خلال نظام تم الاتفاق عليه مع مؤسسات التعليم العالي في غزة". وأوضحت أن
الأمم المتحدة: 30 - 40 مليار دولار كلفة إعادة إعمار قطاع غزة
مايو 2, 2024
قدرت الأمم المتحدة، الخميس، كلفة إعادة إعمار قطاع غزة بين "30 إلى 40 مليار دولار، بسبب حجم الدمار الهائل وغير المسبوق فيه"، بعد سبعة أشهر من عدوان الاحتلال الإسرائيلي". وقال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، عبد الله الدردري، في مؤتمر صحفي بالعاصمة الأردنية عمّان، إن "تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأولية لإعادة بناء كل ما
تركيا.. مسيرات بـ17 جامعة تنديدا بالعدوان على غزة
مايو 2, 2024
نظم طلبة من 17 جامعة تركية اليوم الخميس، مسيرات وتظاهرات دعما للاحتجاجات بالجامعات الأميركية والأوروبية والعربية المنددة بعدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة. وهتف المشاركون في المسيرات بشعارات منددة بحرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة. حيث نظم الطلاب مسيرات متزامنة بجامعات اسطنبول ومرمرة وصباح الدين الزعيم وميديبول وصقاريا وقيصري ويوزغاط وماردين، وجامعات دجلة وسلجوق وعدنان مندرس