غزة لم تكن حاضرة في خطبة يوم عرفة... الدلائل والمؤشرات
لندن - قدس برس
|
يونيو 15, 2024 5:55 م
يعتبر يوم عرفات أحد أهم أيام السنة لدى المسلمين، وتعتبر الخطبة التي تلقى فيه، أهم خطبة موسمية خلال العام، يسمعها المسلمون سواء كانوا على صعيد عرفات، أو في مختلف أنحاء العالم.
وجاءت خطبة عرفات لموسم الحج الحالي، في ظرف استثنائي، حيث شهد قطاع غزة طوال الأشهر التسعة التي سبقت تلك الخطبة، سلسلة من المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، أسفرت عن مئات الألوف من الشهداء والجرحى، الأمر الذي أدى إلى حراك عالمي غير مسبوق لوقف تلك الجرائم، إلا أن خطبة يوم عرفات، اليوم السبت، التي ألقاها الدكتور ماهر المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، لم تكن جزءا من هذا الحراك.
وبالرغم من أن الشيخ المعيقلي، طالب المسلمين بالدعاء لفلسطين قائلا في نهاية خطبته "وادعوا لإخواننا في فلسطين الذين مسهم الضر، وتألموا من أذى عدوهم سفكًا للدماء، وإفسادًا في البلاد، ومنعا من ورود ما يحتاجون إليه من طعام ودواء وغذاء وكساء" إلا أن تلك المطالبة واقعا هي كل ما عُبِّر عنه تجاه حرب الإبادة التي يتعرض لها أهل غزة، ما أثار جدلا واسعا.
ووصف عضو "رابطة علماء الأردن" الدكتور أسامة أبو بكر، تجاهل المجازر في غزة خلال خطبة يوم عرفة بأنه "أمر محزن جدا"، مشيرا إلى أن فريضة الحج أحد أركان الإسلام "وهي الاجتماع الرئيس لتناول قضايا المسلمين"، مشيرا إلى أن "الحكمة من هذا الاجتماع أن يكون بين المسلمين تواصل يحقق وحدتهم".
وأشار في حديث مع "قدس برس" إلى أن "العلماء أشاروا في كتب الفقه، إلى أن فريضة الحج هي من ضمن السياسة الشرعية"، متسائلا "كيف يسوغ أن يقوم خطيب يخطب في هذا الموسم العظيم في أهم يوم في السنة للأمة، ولا يذكر أهم القضايا التي تؤرق الأمة في أيامنا؟!".
وأضاف "الذي لا يذكر أهل بيت المقدس وأهل غزة في خطبة يوم عرفة، في هذا الوقت العصيب، مقصر وظلم نفسه، وظلم الأمة" على حد تعبيره.
وشدد على أنه "لا شيء كحرمة دماء المسلمين... 40 ألفاً من المسلمين قتلوا في غزة وفلسطين، لم يكن لهم حضور في خطبة اليوم، وهذا دلالة على ضعف هذه الأمة واضطراب أولوياتها، وأنها لا تسير في الاتجاه الصحيح" وفق ما يرى.
بدوره أوضح الباحث في شؤون الفكر الإسلامي، بسام ناصر، أن "خطيب يوم عرفة بصرف النظر عن شخصه، هو موظف رفيع المستوى، ينفذ سياسات السلطة السياسية السعودية، ويتقيد بها تقيدا تاما، ومن الطبيعي أن ينعكس ذلك على محتوى خطبته ومضمونها".
وأكد في حديث مع "قدس برس"، أن "خطبة عرفة طوال العقود السابقة كانت تعبر فيما يتعلق بقضايا الأمة وهموم المسلمين عن الموقف السياسي للدولة السعودية، وهو ما درج عليه الخطباء المتعاقبون على خطبة يوم عرفة".
مضيفا "كلهم يعرفون المساحة التي يتحركون بها، والمضمون المطلوب قوله في خطبة عرفات، فهم يعبرون عن الموقف السياسي السعودي الرسمي بثوب ديني وإضفاء أدلة الشريعة عليه" بحسب ما يرى.
جدير بالذكر أن الحكومة السعودية أطلقت حملة شعبية كبرى لجمع التبرعات لصالح غزة، وسيرت خلال الأشهر الماضية جسرا جويا وصل منه 44 طائرة إغاثية، حملت على متنها مساعدات متنوعة شملت مستلزمات طبية ومواد غذائية وإيوائية بوزن بلغ أكثر من 829 طناً، فضلاً عن تسليم 20 سيارة إسعاف متضمنة تجهيزات طبية أساسية، إلى جانب تسيير جسر بحري وصل منه حتى الآن 6 بواخر إغاثية تحمل على متنها مواد طبية وإيوائية وغذائية بوزن 4,966 طناً. بحسب القائمين على الحملة التي نفذها "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية".