تقرير: الجدل الإسرائيلي حول إخلاء "سديه تيمان" مفتعل للالتفاف على حقيقة كونه "مسلخاً للبشر"

بيروت - قدس برس
|
يوليو 9, 2024 2:42 م
اعتبر "مركز فلسطين لدراسات الأسرى" (حقوقي مقره بيروت) إن الجدل الذي يدور في أروقة حكومة الاحتلال حول إخلاء معتقل "سديه تيمان" بأنه "مفتعل".
ويقع معتقل "سديه تيمان" في صحراء النقب، جنوب فلسطين المحتلة، وأنشأته سلطات الاحتلال مع بدء عدوانها على غزة، وخصصته للمعتقلين الذين أُسِرُوا بعد بدء اجتياح قطاع غزة.
واعتبر المركز في بيان صحفي، اليوم الثلاثاء، أن ذلك الجدل "يهدف لذر الرماد في العيون ومحاولة قلب الحقائق حول أهلية المعتقل كمكان للاحتجاز يوافق القوانين الدولية وللهروب من الملاحقة الدولية لاستخدامه كمسلخ للبشر".
وأوضح أن "الفظائع التي ترتكب في معتقل سديه تيمان، والتي كُشِف عن جزء منها خلال الأسابيع الماضية... دفعت العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان للمطالبة بإغلاق المعتقل واعتباره أسوأ من معتقل غوانتنامو" التابع للسلطات الأمريكية.
واستطرد مركز فلسطين أن "هذه الصورة القاتمة دفعت الاحتلال إلى محاولة تضليل الرأي العام الدولي بتدخل قضاء الاحتلال للمطالبة بالتحقيق في التقارير التي أظهرت الجرائم التي ترتكب بحق أسرى غزة في سديه تيمان، وما أعقبها من الإعلان عن موافقة رئيس وزراء الاحتلال (بنيامين) نتنياهو على إخلاء المعتقل من الأسرى وتحويله إلى مركز تحقيق فقط، بينما رفض وزير الأمن المتطرف (إيتمار) بن غفير القرار، وطالب باستمرار فتحه لاحتجاز أسرى غزة في المعتقل السيء الذكر".
واعتبر أن الجدل الدائر في أروقة حكومة الاحتلال "لا يعدو كونه وسيلة لتمرير وتقبل فكرة وجود المعتقل كأحد أماكن الاحتجاز المعتمدة وإقراره قانونياً ليصبح أمراً واقعاً سواء للاحتجاز أو التحقيق، وفي كلتا الحالتين لا يوجد فرق كبير، لأن المعتقل سيفتح أبوابه لمئات المعتقلين، ويمكّن الاحتلال من التذرع باستمرار التحقيق لفترات طويلة لبقاء الأسرى في المعتقل أطول فترة ممكنة".
وأكد "مركز فلسطين لدراسات الأسرى" أن سلطات الاحتلال احتجزت في مركز "سديه تيمان" ما يزيد عن 6 آلاف فلسطيني من قطاع غزة منذ بداية حرب الإبادة الجماعية بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لفترات مختلفة منهم من أمضى أياماً أو أسابيع، ومنهم من أمضى شهورا، وقد أفرج عن غالبيتهم بعد التحقيق معهم في ظروف قاسية، ومؤخراً نقل الاحتلال المئات من الأسرى الغزيين إلى أقسام خاصة في سجني "عوفر" و"النقب"، بينما تبقى العشرات منهم في المعتقل يخشى على حياتهم من الإعدام الميداني.
وطالب المركز المؤسسات الدولية بعدم الانخداع بما يسوّقه الاحتلال حول المعتقل وصلاحيته للاعتقال أو التحقيق "ففي كلتا الحالتين، فإن المعتقل سيبقى مكاناً للقتل والتعذيب والتجويع والقهر النفسي والجسدي" وطالبها "باتخاذ إجراءات صارمة وسريعة بإرسال لجنة تحقيق خاصة لزيارة المعتقل والتحقيق في الشهادات التي قدمها المحررون منه، وإجبار الاحتلال على إغلاق المعتقل الأكثر عنفاً وإجراما في تاريخ البشرية".