"أونروا" في لبنان.. تحديّات وتطلّعات العام 2023

تعاني وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عجزاً مالياً مزمناً، بسبب تراجع الدعم المقدّم من دول مانحة عدة، مما دفعها لتعلن أنها تُعاني من "أزمة وجوديّة".
وفي لبنان، يواجه اللاجئون الفلسطينيون مستويات مثيرة للقلق، جرّاء تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد منذ عام 2019، التي وصفها "البنك الدولي" بأنها واحدة من أكبر 10 أزمات على مستوى العالم منذ القرن الـ19، إضافة إلى الأزمة التي تعانيها "أونروا" التي تقدم لهم خدمات الصحة والتعليم، وغيرها من الخدمات الحياتية.
ويقول الناطق الإعلامي بإسم "أونروا" في لبنان، فادي الطيار، إن "النقص المزمن في تمويل ميزانية الوكالة البرامجية خلال العقد الماضي يصعّب عليها تنفيذ الولاية التي منحتها إياها الجمعية العامة للأمم المتحدة".
وأوضح الطيار لـ"قدس برس" اليوم الثلاثاء، أن "أزمة التمويل التي تواجهها أونروا لها تأثير على الخدمات الحيويّة التي تقدّمها مثل الخدمات الصحية والتعليمية والإغاثة والخدمات الإجتماعية".
وأضاف أنه بسبب هذه الأزمة "يتعذّر على الوكالة تلبية الاحتياجات المتزايدة لـ لاجئي فلسطين في المنطقة، مشيراً إلى أنه "في الوقت الذي يُطلب فيه من أونروا تقديم خدمات شبيهة بالخدمات الحكومية مع دور تنموي كبير، نجد أن تمويلها ليس مستقراً ولا يمكن التنبؤ به".
وأشار الطيار إلى أنه "وفقا لأحدث تقرير صادر عن "أونروا" فإن 93 بالمئة من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعيشون تحت خط الفقر، مؤكداً أن "هذه نسبة فقر شبه شاملة، تستدعي زيادة في الضغط على الوكالة لبذل المزيد من الجهد".
وكشف الطيار أن "أونروا" تواصل دعم ما مجموعه 61 ألفا وسبعمائة وتسعة لاجئين فلسطينيين في لبنان من خلال برنامج شبكة الأمان الاجتماعي. وبالإضافة إلى ذلك، يتلقى أكثر من 31 ألف لاجئ فلسطيني من سوريا الدعم من الوكالة بمبالغ شهرية".
ولفت إلى أن الوكالة ستستمر أيضًا في العمل على تقديم مساعدات نقدية إضافية للفئات الأكثر حاجة، بما في ذلك الأطفال وكبار السن والمرضى المصابين بأمراض مزمنة، والأشخاص ذوي الإعاقة "كلما توفر التمويل" وفق قوله.
وأكد أن أونروا ستواصل جهودها لجمع التبرعات من أجل مواصلة إعادة إعمار مخيم نهر البارد (شمال لبنان) وتقديم المساعدة النقدية الطارئة للاجئي فلسطين من سوريا، وستواصل بالتعاون مع كل المعنيين من أجل مناصرة حقوق لاجئي فلسطين في لبنان، بما في ذلك حقهم في العمل.
وأُسست وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين المسجلين لديها في أقاليم عملياتها الخمسة.
وتنتشر "أونروا" في الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك إلى أن "يتم التوصل لحل عادل ودائم لمحنة اللاجئين الفلسطينيين".
وتشتمل خدمات "أونروا" التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير، بحسب موقعها الرسمي.
ويتوزع اللاجئون الفلسطينيون في لبنان على 12 مخيماً وأكثر من 156 تجمّعاً، وتزيد الأزمة التي تعيشها البلاد من سوء الأوضاع والظروف المعيشية التي يعانيها اللاجئون في ظل غياب الحماية لهم.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
"حماس" تبارك عملية الطعن في القدس وتدعو إلى تصعيد المقاومة
مايو 16, 2025
باركت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الجمعة، عملية الطعن قرب باب السلسلة في المسجد الأقصى المبارك بمدين ةالقدس المحتلة. وقالت الحركة في بيان، إنها تبارك العملية "التي نفّذها أحد أبطال شعبنا الفلسطيني عند باب السلسلة في المسجد الأقصى المبارك مساء اليوم، كرد مشروع على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق شعبنا في غزة والضفة الغربية، والانتهاكات المستمرة للمقدسات
ماكرون: الوضع في غزة لا يُحتمل
مايو 16, 2025
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، أنه يشعر بأن "الأزمة الإنسانية في قطاع غزة غير مقبولة". وقال ماكرون، إنه "يأمل بمناقشة الأمر قريبا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب". وأضاف أن "الوضع في غزة لا يُحتمل". وأعربت حركة "حماس" من جانبها، عن تقديرها "للموقف الواضح الذي عبّر عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل
الأمم المتحدة: هجمات المستوطنين أضرت بالبنية التحتية للمياه بالضفة الغربية
مايو 16, 2025
ذكر تقرير للأمم المتحدة، الجمعة، أن البنية التحتية للمياه في الضفة الغربية تعرضت للتخريب من قبل المستوطنين. وأوضح التقرير، أن ذلك "يعطل وصول السكان للمياه ويضر بالمجتمعات". وأشار إلى وقوع حوادث متعددة منذ بداية العام "استهدفت أنابيب المياه في القرى والمناطق الرعوية". وشدد التقرير الأممي، على أن "هذه الحوادث تشكل ما نسبته 13 بالمئة من
"حماس" تشيد بمواقف دول أوروبية وتدعو قادة العالم لتحرك عاجل لوقف العدوان
مايو 16, 2025
ثمّنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الجمعة، الموقف "الإنساني والشجاع" الذي عبّرت عنه كل من إسبانيا والنرويج وأيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا وسلوفينيا. وقالت الحركة في بيان، إن هذه الدول رفضت في بيانها المشترك الصمت أمام الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، ودعت إلى وقف العدوان ورفع الحصار الظالم بالكامل، وأدنت التصعيد "الإسرائيلي" وعنف المستوطنين في الضفة
دول أوروبية: لن نصمت أمام الكارثة الإنسانية في غزة
مايو 16, 2025
قال قادة دول إسبانيا، والنرويج، وآيسلندا، وإيرلندا، ولوكسمبورغ، ومالطا، وسلوفينيا، الجمعة، إنهم "لن يصمتوا أمام الكارثة الإنسانية التي تحدث أمام أعينهم في قطاع غزة". وأضاف القادة في بيان، أن "أكثر من 50 ألف شخص فقدوا حياتهم في غزة، وقد يموت الكثيرون جوعا ما لم يتخذ إجراء". ودعا القادة في بيانهم حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" إلى "التراجع
أمن المقاومة: النزوح نحو الجنوب فخ للإعدام الميداني والاعتقال والإسقاط الأمني
مايو 16, 2025
كشف مصدر في أمن المقاومة، الجمعة، عن رصد كاميرات متطورة نشرها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حول حاجز "نيتساريم"، تُستخدم بتقنية التعرف على الوجه، كـ"أداة للإعدام الميداني والاعتقال". وقال المصدر في تصريح نقلته عنه منصة "الحارس"، إن "الكاميرات تطل على شارع الرشيد ضمن عملية إطباق استخباري لفرض مراقبة مشددة على حركة المارين". وأوضح أن جيش الاحتلال "لم