لماذا ألغت أستراليا اعترافها بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"؟.. أكاديمي أسترالي يجيب
أكتوبر 20, 2022 7:35 م
لقي القرار الذي صدر عن الحكومة الأسترالية، يوم 18 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، بإلغاء الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، ترحيبًا عربيًا كبيرًا، وتقديرًا من الفصائل الفلسطينية المختلفة، وتناوله نشطاء الـ"سوشيال ميديا" العرب على نطاق واسع، معتبرينه انتصارًا للدبلوماسية الفلسطينية.
ويرى الأكاديمي الأسترالي من أصل أردني، ناصر الزيادات، أن القرار يعبر في حقيقته عن صراع دولي، تخوضه بصورة رئيسية قوى "ليبرالية"، وأخرى "يمينية محافظة"، وأن الليبرالية الأمريكية التي تسيطر على البيت الأبيض حاليًا هي الدافع الحقيقي للقرار الأسترالي.
وأوضح الزيادات في حديث مع "قدس برس" أن "اليمين المتطرف شهد صعودًا بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008، واستطاع أن يسيطر على الساحة السياسية في أوروبا".
وتابع: "أما في أمريكا؛ فقد شكل صعود الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، وتياره السياسي، دليلاً قويًا على أن المجتمع الأمريكي يتجه نحو ذلك اليمين"، وفق قوله.
وأشار الزيادات، في الوقت ذاته، إلى أن "الليبرالية العالمية التي تناقض اليمين المتطرف، حكمت العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، عبر أدوات مثل مؤسسات الأمم المتحدة، والبنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية (..) وكلها تعبر عن نظام يحكم العالم بشكل منفرد".
وأضاف قائلاً إن الانقسام الدولي بين "الليبراليين" و "اليمينيين المحافظين"، أرخى بظلاله على "الحركة الصهيونية، التي انقسمت بدورها إلى تيارين: صهيونية ليبرالية، وأخرى يمينية، والأخيرة تلقت دعمًا كبيرًا من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب".
ولفت إلى أن الحكومة الأسترالية، التي كان يسيطر عليها "اليمين المحافظ" برئاسة سكوت موريسون، تساوقت مع توجهات الإدارة الأمريكية عام 2018، واتخذت قرارها بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي".
وأعرب الأكاديمي الأسترالي عن اعتقاده أن "السياسة الأسترالية تابعة دومًا للسياسة الأمريكية".
وأضاف الزيادات يقول إن "الحكومة الأسترالية الحالية تمثل حزب العمال الأسترالي الذي يعبر عن التوجهات الليبرالية العالمية، وبالضرورة يمثل توجهات الصهيونية الليبرالية"، في إشارة منه إلى أن ذلك التوجه هو الذي يقف خلف حقيقة القرار الأسترالي بسحب الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل".
ودلل على ذلك بالإشارة إلى تصريحات وزيرة الخارجية الأسترالية، بيني وونغ، التي قالت فيها إن قرار إلغاء الاعتراف جاء ليعيد أستراليا إلى موقف المجتمع الدولي، "وغالبية المجتمع الدولي هي الليبرالية العالمية التي تدعم الصهيونية الليبرالية"، وفق تعليق الزيادات.
وخلص الأكاديمي الأسترالي، إلى القول إن إلغاء الحكومة الأسترالية قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، "لا يعتبر نصرًا أو منّةً سياسية من أستراليا للشعب الفلسطيني، إذ أن القرار كان يمثل حقبة جلبت الويلات للشعب الفلسطيني وقضيته، وهي حقبة الليبرالية العالمية".
وشدد على أن القضية الفلسطينية "تحتاج إلى أهلها موحدين متفقين ومؤمنين بانتصار قضيتهم، بعيدًا عن صراعات المجتمع الدولي وتبايناته".
تصنيفات : أخبار فلسطين