في يوم المرأة العالمي ..الفلسطينيات تقاسمن مع الرجل الألم والمعاناة

فيما تحتفل ملايين النساء حول العالم، اليوم الأربعاء 8 آذار/مارس، بـ "يوم المرأة العالمي"، تقبع 29 إمرأة فلسطينية في سجن "دامون" الإسرائيلي، بعد أن دافعن عن حقوقهن المشروعة بالحرية والاستقلال عن الاحتلال، فيما تعاني آلاف الفلسطينيات الأخريات، ألم فقدان الابن أو الزوج أو الأخ، في مواجهات مع الاحتلال الذي اغتصب الأرض والحقوق الإنسانية.
وقال عبد الناصر فروانة، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" (تابعة للسلطة الفلسطينية)، إن "المرأة الفلسطينية شاركت في النضال بجانب الرجل، وقد تعرضت لشتى صنوف التعذيب والتنكيل من قتل واعتقال وابعاد، إضافة إلى كونها هي أخت وأم وزوجة الشهيد والجريح والأسير".
وأضاف فروانة في حديث مع "قدس برس" أن "المرأة الفلسطينية تَنقلت بين السجون والمعتقلات، وتقاسمت مع الرجل الألم والمعاناة.. وكانت على مدار تاريخ الثورة الفلسطينية جزء لا يتجزأ من مراحلها"، مشيرا إلى اعتقال 17 ألف فلسطينية منذ "النكسة" عام 1967.
وشدد قائلا إنه "رغم كل المعاناة التي مرت بها المرأة الفلسطينية، فإنها لم تنكسر أو تتراجع عن أداء واجبها، فبقيت متماسكة وقوية في مواجهة الاحتلال واجراءاته".
وأوضح فروانة أنه يوجد في سجون الاحتلال 29 أسيرة فلسطينية يقبعن جميعهم في سجن "دامون"، أقدهمنّ الأسيرة ميسون موسى من مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، والمعتقلة منذ 29 حزيران /يونيو 2015، ومن بينهن طفلتان إحداهما تجاوزت سنّ الطفولة قبل عدة أيام وهن نفوذ حمّاد من القدس والتي اعتقلت يوم 8 كانون أول/ ديسمبر2021، وزمزم القواسمة من الخليل والتي اعتقلت في 31 تشرين أول/ أكتوبر الماضي والتي أتمت عامها الـ18 قبل عدة أيام.
كما أشار فروانة إلى أن العام الماضي شهد استشهاد الأسيرة المسنّة سعدية فرج الله من الخليل، نتيجة الإهمال الطبيّ (القتل البطيء).
وأشار إلى أنه من بين المعتقلات (15) محكومة، و (13) أسيرة في انتظار المحاكمة، وأسيرة واحدة معتقلة إداريا دون تقديم أي تهمة لها، وهي رغد الفني من طولكرم.
ومن جهتها، استعرضت الأسيرة المحررة فاطمة الزق، ما تتعرض له الأسيرات الفلسطينيات في داخل السجن من تعذيب وتنكيل دون احترام مخابرات الاحتلال لخصوصية المرأة.
وقالت الزق في حديث مع "قدس برس" إن "الأسيرات يتعرضن لأبشع الانتهاكات، التي تبدأ منذ اللحظة الأولى للاعتقال".
ووصفت هذه الانتهاكات بأنها "صارخة ومخالفة لكل القوانين الدولية"، مؤكدة أن الأسيرة تتعرض للتعذيب الشديد دون مراعاة خصوصية كونها إمرأة.
وشددت الزق على أن المرأة الفلسطينية "لا تتمتع بأدنى حقوقها، مقارنة مع النساء في أنحاء العالم، وما تواجهه الأسيرة في السجن يتنافى كل الشرائع والقوانين الدولية" وفق قولها.
وقالت إن "رغم تغني العالم بالحرية والديمقراطية، لكنه عالم ظالم، لأن هناك في داخل السجون أسيرات فلسطينيات دافعن عن الحقوق المشروعة لهن، فوقعن تحت أنياب هذا السجان المجرم" على حد تعبيرها.
وكشفت الأسيرة المحررة أنها ورفعت قبل عامين، مذكرة خاصة لـ "اللجنة الدولية للصليب الأحمر"، طالبت فيها بضرورة تخصيص طبيبة من الداخل المحتل (فلسطينيي الـ 48) تتابع الأوضاع الصحية للأسيرات لكن لا حياة لمن تنادي".