خبيران: لا حلول سياسية مع عودة نتنياهو لسدة الحكم في "تل أبيب"
اسبعد محللان سياسيان وجود تحركات، في ظل التغيرات الجارية في الدولة العبرية، واحتمال عودة زعيم حزب "ليكود" اليميني بنيامين تننياهو إلى سدة الحكم، بعد تفوقه الواضح في الانتخابات الإسرائيلية، وذلك لعدم وجود أي حلول سياسية في الأفق.
وقال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، إنه "حتى تعلن النتائج النهائية الرسمية للانتخابات الإسرائيلية من الصعب الجزم كيف ستكون الخارطة السياسية في إسرائيل، ولكن الاتجاه العام على ما يبدو ذاهب لمنح نتنياهو فرصة لتكون له أغلبية لتشكيل حكومة".
وأضاف عوكل لـ"قدس برس"، أنه "في حال استطاع نتنياهو تشكيل الحكومة، فذلك سيشكل مخرجا مؤقتا ولو نسبيا من أزمة النظام السياسي في إسرائيل، لأن أزمة النظام السياسي أعمق من ذلك بكثير".
وتابع أن "حكومة الاحتلال المقبلة، ولو تجانست، ستظل عرضة للاهتزازات، لأنها بتركيبتها تقدم إسرائيل بشكل أسرع وأكثر وضوحا، باعتبارها دولة فصل عنصري كريهة على المستوى الدولي، وهذا ربما يكون في مصلحة الفلسطينيين، طالما لا يوجد حلول سياسية".
واعتبر أن "التغيرات السياسية في الدولة العبرية لا تؤثر على الفلسطينيين، نظرا لأن الاتجاه العام هو الانحياز نحو اليمين".
وأوضح أن حكومة يائير لابيد المحسوبة على يسار الوسط، اتضح أنها عكس ذلك، وكانت تصب لصالح اليمين الإسرائيلي ولا علاقة لها باليسار أو في الوسط.
ومن جهته، قال المختص في الشأن الإسرائيلي أيمن الرافاتي، إنه "بعد صدور النتائج بنسبة كبيرة، يتضح أن نتنياهو، ذاهب لتشكيل حكومية يمينية خالصة مع حلفائه الطبيعيين، وهم الأحزاب اليمينية المتطرفة".
وأوضح الرافاتي لـ"قدس برس" أن "عودة نتنياهو لهذه الأحزاب، كانت في غاية الأهمية، لتحقيق مصالحهم السياسية والاجتماعية والدينية، وهذا الأمر سيجعل من مهمة تشكيل الحكومة أمرا ليس صعبا أمامه، حتى وإن اعترضته بعض الإشكاليات في توزيع الحقائب، فسيجتازها بسرعة لرغبة الأحزاب الدينية عدم تفويت فرصة عودتهم للحكومة بعدما كانوا في المعارضة".
ورأى أن برنامج الحكومة سيكون متطرفا في كثير من القضايا السياسية والميدانية تجاه الفلسطينيين، مؤكدا أن "أغلب الأحزاب لا تؤمن بأي سلام أو مفاوضات أو حلول مع الفلسطينيين، وجزء منهم يؤمن بضرورة ضم الضفة الغربية، وتنفيذ صفقة القرن وفق الرؤية الإسرائيلية، وتغيير الواقع في المسجد الأقصى.
وأشار إلى أن "عودة نتنياهو لسدة الحكم من جديد، تعني أن العلاقات الاسرائيلية الأمريكية لن تكون في أفضل حالاتها، بل سيسودها التوتر الشديد، خاصة أن رؤية الرئيس الأمريكي جون بايدن تختلف عن رؤية نتنياهو، وعليه فإن خطوات فظة وفجة من قبل حكومة الاحتلال ستعارضها الإدارة الأمريكية، التي تريد استمرار الهدوء بالمنطقة، في ظل تركيزها على حرب روسيا والصين".
ولفت الرافاتي إلى أن "عودة نتنياهو لسدة الحكم ستكون سوداوية على السلطة الفلسطينية، التي سيزداد الضغط عليها من قبل دولة الاحتلال، وزيادة المطالب لها بتكثيف التنسيق الأمني ومحاربة المقاومة في الضفة الغربية، لكن دون أن يكون هناك أفق أو أمل لحلول سياسية أو تفاوضية".
وقال إنه "على الجانب الآخر، فإن تشكيل نتنياهو حكومة جديدة، لا يوجد في قادتها مسئولين كبار يرفضون إجراء صفقة تبادل أسرى، كما كان في الحكومات السابقة له، فإن هذا الأمر سيكون معناه عودة مفاوضات صفقة تبادل جديدة برعاية مصرية".
وأظهرت نتائج الفرز (المستمرة) في انتخابات برلمان الاحتلال (كنيست)، اليوم الأربعاء، حصول معسكر اليمين، بقيادة زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، على أغلبية بـ65 مقعدًا، ومعسكر رئيس حكومة تسيير الأعمال يائير لابيد على 50 مقعدًا إلى جانب خمسة مقاعد لصالح "الجبهة العربية"، مع تغييرات واضحة في توزيع المقاعد بين الأحزاب الإسرائيلية المختلفة.
وقالت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية /كان/ إنه بعد فرز أكثر من 95 في المائة من أصوات الناخبين في انتخابات الكنيست الـ25، فإن حزبي "ميرتس" و"يلد" لم يجتازا نسبة الحسم، وحزب العمل لا يزال بأربعة مقاعد.