"الغرفة المشتركة".. نواة "جيش التحرير" وحدت العمل المسلح ضد الاحتلال
لعبت الغرفة المُشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، دورا مهما في قيادة المقاومة الفلسطينية خلال السنوات الخمس الماضية، لتكون نواة جيش التحرير الفلسطيني.
وعلى مدار سنوات طويلة، حلم الفلسطينيون أن يكون لهم كيان موحد، يجمع تحت لوائه كافة فصائل المقاومة، وكانت أغلب المحاولات تفشل لأسباب حزبية.
وشهد العام 2018، وبالتزامنِ مع مسيرات "العودة" ولادة الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، والتي تضم 12 فصيلا مقاوما موحّدا، من أجلِ إدارة المواجهة مع الاحتلال في قطاع غزة، ثمّ تطوّرت الغرفة المشتركة، بعدما أصبحت تُصدر بيانات باسمها بدل إصدارِ بيانٍ من كلّ فصيل.
وفي نهاية عام 2020، نفذت غرفة العمليات المشتركة، أكبر مناورة عسكرية في قطاع غزة (برا وبحرا وجوا) اعتبرت الأولى من نوعها، بالذخيرة الحية، وبمشاركة 12 جناحا عسكريا، تحت غطاء من طائرات المقاومة المسيرة بدون طيار، التي حلقت في أجواء القطاع، وأطلق عليها اسم مناورة "الركن الشديد 1".
وبعد نصف عام من هذه المناورة وتحديدا في أيار/ مايو 2021، خاضت المقاومة الفلسطينية تحت لواء غرفة العمليات المشتركة؛ أول معركة كبرى مع الاحتلال، وذلك إبان معركة "سيف القدس" التي استمرت 11 يوما.
وأكد الكاتب والصحفي محمد شاهين، أن غرفة العمليات المشتركة، عملت على تعزيز الإرادة والثقة لدى الشعب الفلسطيني، ومنحه رمزية في الدفاع عن حقوقه.
وقال شاهين لـ "قدس برس": "ساهمت الغرفة المشتركة في إشعال الحركة الوطنية، وتوحيد الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة في مواجهة الاحتلال".
وأضاف: "شكلت غرفة العمليات المشتركة تحديا للاحتلال، تمثل في وحدة العمل المسلح ضد الاحتلال، وجمع كل الطاقات في بوتقة واحدة".
وشدد على أن غرفة العمليات المشتركة، أحدثت تغييرًا كبير في الوضع الميداني لإدارة المواجهة مع المحتل، ونجحت في تحفيز الابتكار والتقدم في مختلف المجالات العسكرية والأمنية.
وأكد شاهين أن غرفة العمليات، عملت على نشر روح التضحية والتكاتف بين الأفراد، والتصدي للانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب بشكل مشترك، بعيدا عن المسميات التنظيمية، وهو ما بدا واضحا من خلال وحدة ميدانية حقيقية؛ تجسدت في جولات الصراع وآخرها "ثأر الأحرار".
يذكر أن الغرفة المشتركة تضم 12 ذراعا عسكريا لفصائل المقاومة وهي: كتائب الشهيد "عز الدين القسام"، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، و"سرايا القدس"، الذراع العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، وتشارك كتائب "شهداء الأقصى" التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" بعدة مسميات وهي: (لواء نضال العامودي، جيش العاصفة، مجموعات الشهيد ايمن جودة، كتائب عبد القادر الحسيني).
كما تشارك كتائب "أبو علي مصطفى" الذراع المسلح للجبهة الشعبية، وكتائب "المقاومة الوطنية" الذراع المسلح للجبهة الديمقراطية (وهما من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية)، ألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكري للجان المقاومة الشعبية.
ومعهم، كتائب الشهيد "جهاد جبريل" الذراع المسلح للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، كتائب "الأنصار" الذراع العسكري لحركة "الأحرار الفلسطينية"، وكتائب "المجاهدين" الذراع العسكري لحركة "المجاهدين الفلسطينية".