أسير فلسطيني سابق يعرض في دمشق لوحاته التي رسمها في "عسقلان"
في حي "الزاهرة" العتيق جنوب العاصمة السورية دمشق، وعلى بعد أقل من ثلاثة كيلومترات عن مركز مخيم "اليرموك" للاجئين الفلسطينيين، افتتح الفنان الفلسطيني محمد الركوعي وهو أسير محرر من سجون الاحتلال، مركز "الجليل" للفنون ولإحياء التراث الفلسطيني.
ويقول هاني نجل الفنان محمد الركوعي، إن والده اختار اسم "مركز الجليل" تيمنا بعملية الجليل النوعية والتي تم بموجبها تحرير ألف و 155 فلسطينيا من سجون الاحتلال في عملية لتبادل الأسرى والتي جرت عام 1985.
وأضاف هاني الركوعي، في حديث مع "قدس برس" قائلا إنه منذ خروج والده من الأسر قام بطباعة "البوسترات" ولوحات قماشية له كان قد هربها من سجن "عسقلان" جنوب فلسطين المحتلة، مشيرا إلى أن هذه اللوحات كانت تشارك في معارض حتى قبل خروجه من السجن.
وأشار هاني الركوعي إلى أن أول مشاركة لأعمال والده كانت في "معرض دمشق الدولي" وكان التفاعل كبيرا جدا مع جناح فلسطين في المعرض.
وأردف: مع بداية التسعينات بدأ الفنان محمد الركوعي بتنظيم معارض في مخيم "اليرموك" تضمنت عدة أصناف من اللوحات الفنية والميداليات والسيراميك وغيرها، ورغم أن العمل كان بسيطا في ذلك الوقت، في آخر التسعينات بدأ تعاون بين مركز "الجليل" ومؤسسة "صامد" العريقة في المخيم والتي تهتم بالتراث الفلسطيني والتي كانت تأخذ كلما ينتجه المركز تقريبا.
وفي عام 2001 تم شراء مكان خاص للمركز في مخيم "اليرموك"، يقول هاني الركوعي إن المخيم في ذلك الوقت كان حالة اجتماعية ضخمة، وكان ذلك يتجلى في المناسبات الاجتماعية والوطنية، لذلك استطعنا نشر ثقافة الهدية الفلسطينية بدل الهدية العادية.
انطلاقة نوعية
في عام 2002 شارك فنانون من الداخل الفلسطيني في "معرض دمشق الدولي"، بأعمال من نابلس وجنين وبيت لحم والخليل، وخلال المعرض قمنا بالاتفاق مع شخصيات من الخليل وبيت لحم ونابلس على تزويد مركز الجليل بمنتجات وأعمال من فلسطين، وكانت بادرة لاقت استحسان أهالي المخيم وتفاعلا كبيرا ، فلأول مرة يرون أعمالا من الداخل الفلسطيني، كانت قيمتها بالنسبة لهم بحجم وطن بأكمله، مشيرا أنه خلال 6 أشهر تم بيع كل المنتجات الفلسطينية. وتطور الأمر بعد ذلك وأصبح لدينا أكثر من 350 صنفا من المنتجات، وكان مغتربون يأتون إلى مخيم اليرموك لزيارة مركزنا.
النهوض بعد الحرب
يقول هاني الركوعي مع بدء المعركة في مخيم "اليرموك"، لم نتمكن من إخراج أي شيئ، وأصابنا ما أصاب الجميع في المخيم، واضطررنا للانتقال إلى مدينة "قدسيا" بريف دمشق، وبدأنا من الصفر مجددا وعاما بعد عام تطور العمل، وأنشأنا مشغلا رئيسيا هناك، بالإضافة للتعاقد مع سيدات يعملن في مجال التطريز، ثم جاءت فكرة الانتقال إلى حي "الزاهرة".
يؤكد هاني أنه يتحين الفرصة المناسبة للعودة إلى مخيم "اليرموك"، مشيرا إلا أن أعداد الفلسطينيين في المخيم قليلة جدا في الوقت الحالي كما أن الحالة الاقتصادية تلعب دورها في ضعف المبيعات، مشيرا إلى أن منتجات المركز وجدت لها سوقا في دول الخليج وأوروبا.