"الأورومتوسطي": هناك تواطؤ إسرائيلي بجرائم القتل في الداخل الفلسطيني

أعرب "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان"، عن قلقه العميق من احتمالية تواطؤ السلطات الإسرائيلية مع الجرائم المتصاعدة في الداخل الفلسطيني، و"الوصول إلى هذه الحالة من الانتهاك المبرمج للحق في الحياة وتهديد السلم المجتمعي".

دعا المرصد في بيان له، اليوم الأربعاء، سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة لوضع حد لجرائم القتل والعنف الداخلي المتصاعدة على نحو غير مسبوق في بالداخل المحتل".

وأوضح أنّ "أحدث جرائم القتل وقعت مساء أمس الثلاثاء الموافق 22 أغسطس/ آب، وأسفرت عن مقتل أربعة أشخاص في بلدة "أبو سنان" بالداخل، كما أصيبت شابة بجراح خطيرة جراء تعرضها لإطلاق نار في بلدة "كفر قرع"، إلى جانب إصابة شاب آخر في جريمة إطلاق نار بمدينة رهط.

وأشار إلى أنّ أعمار القتلى الأربعة تتراوح بين 30 و50 عاما، وكان من بينهم المرشح لرئاسة المجلس المحلي في البلدة غازي صعب.

وجاءت الجريمة في بلدة "أبو سنان" بعد يوم واحد من مقتل مدير عام بلدة "الطيرة"، "عبد الرحمن قشوع"، في جريمة إطلاق نار في الطيرة، أسفرت كذلك عن إصابة آخرين.

وبهذه الجرائم، ترتفع حصيلة ضحايا جرائم القتل التي ارتكبت في المجتمع العربي بالداخل منذ مطلع العام الجاري، إلى 147 قتيلا، وهي حصيلة قياسية غير مسبوقة؛ إذ قتل 109 أشخاص طوال العام الماضي.

ونبّه "الأورومتوسطي" إلى أنّ جرائم القتل في الداخل "باتت تكرر باستمرار وسط تقاعس سلطات الاحتلال عن أداء دورها للقضاء على الجريمة المنظمة، مع وجود مؤشرات قد تدلل على تواطؤ أجهزة الأمن الإسرائيلية أو تغاضيها عن منظمات الإجرام".

وقال رئيس المرصد الأورومتوسطي "رامي عبده": "لا يحتاج الأمر إلى كثير من التحليل لملاحظة الفرق بين سلوك الأمن الإسرائيلي في التحقيق بجرائم العنف في الوسط العربي، وسلوكه في التحقيق بالحوادث المرتبطة بالهجمات ذات الدافع القومي. النتائج تخبر بكل شيء".

وأضاف "دائما تعلن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن إحباط عشرات الهجمات ذات الخلفية القومية حتى قبل وقوعها، لكنّ ذات الأجهزة تقف متفرجة على تصاعد جرائم العنف داخل الوسط العربي في إسرائيل. المسألة لا تتعلق أبدا بالإمكانات أو القدرات، وإنّما بالسياسة والرغبة في إدامة هذه الحالة الخطيرة".

وأكد المرصد الأورومتوسطي أنّ تكرار جرائم القتل وتحليل وقائعها وارتفاعها غير المسبوق يؤشر إلى وجود سياسة إسرائيلية تكرس الإفلات من العقاب، وتشجع على اقتراف هذه الجرائم.

وأشار إلى أنّ "المعطيات المتكررة عقب كل جريمة تدلل على تقاعس الشرطة الإسرائيلية في معالجة جرائم القتل أو تفكيك الجريمة المنظمة في الوسط العربي، وهذا ما دفع الأهالي في بلدة أبو سنان للاحتجاج ضد الشرطة الإسرائيلية واتهامها بالتواطؤ في جرائم القتل".

ولفت إلى "تنوع أسباب وآليات تنفيذ جرائم القتل، غير أن الكثير منها مرتبط بصراعات عصابات إجرامية منظمّة يتوفر لها السلاح بسهولة، على نحو يعزز الشكوك حول دوافع التراخي الأمني في هذا الإطار".

وأعرب المرصد عن خشيته من "احتمالية ارتباط بعض الجرائم الأخيرة بترتيبات المشهد الانتخابي مع اقتراب موعد انتخابات السلطات المحلية المقررة في نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل".

وأكّد المرصد الأورومتوسطي وجود "ازدواجية إسرائيلية واضحة في التعامل مع انتشار السلاح في الوسط العربي؛ ففي الوقت الذي تغض فيه السلطات على ما يبدو النظر عن وصول السلاح لمجموعات وعصابات إجرامية، فإنّها تشن حملات اعتقال ومصادرة لمجرد تقديرها أنّ هذا السلاح يمكن أن يستخدم ضمن هجمات على جنود أو مستوطنين إسرائيليين".

وبيّن أن هذه الازدواجية تمتد أيضا إلى "التمييز الفج في تعامل الشرطة الإسرائيلية مع جرائم القتل، إذ يجري فك غموض أغلب جرائم القتل في الوسط اليهودي بنسبة لا تقل عن 70% منها، بينما تبقى نحو 80% من جرائم القتل في الوسط العربي دون حل، ما يدلل على أن السلطات الإسرائيلية تتعامل مع الفلسطينيين العرب الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية كمواطنين من الدرجة الثانية".

ولفت إلى تصريح صحافي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس الثلاثاء أكّد فيه نجاح الأمن الإسرائيلي في "القضاء على الجريمة المنظمة في المجتمع اليهودي"، مع الأخذ بعين الاعتبار سهولة حصول الإسرائيليين اليهود على الأسلحة بطرق قانونية، مقارنة بالقيود المتعددة التي تفرضها السلطات على حمل العرب داخل إسرائيل للسلاح بطرق قانونية.

وأشار الأورومتوسطي إلى أن "تفشي البطالة في أوساط الشباب وانتشار المخدرات من العوامل الإضافية التي تعمل على تغذية العنف الداخلي وزيادة جرائم القتل، مع غياب برامج التوعية والقيادة الموحدة للمجتمع العربي".

وشدّد على الحاجة لتحقيق مستقل تشرف عليه الأمم المتحدة، للتحقق من الدور الإسرائيلي في شيوع جرائم القتل في "الوسط العربي"، والتي بلغت حصيلة ضحاياها منذ عام 2000 نحو ألفي ضحية.

وحثّ المرصد الأورومتوسطي "الجهات الفاعلة في المجتمع العربي على تنفيذ أنشطة فعالة لتكريس الوعي المجتمعي بمخاطر جرائم القتل والعنف الداخلي وجميع مظاهر انتهاك الحق في الحياة".

وطالب المرصد الأورومتوسطي السلطات الإسرائيلية "بتحمل مسؤولياتها القانونية بحكم الواقع، وإجراء تحقيقات جدية في جرائم القتل، والتوقف عن تغذية العنف الداخلي وجميع الإجراءات التي قد تؤدي إلى استمرار جرائم القتل وحماية العصابات الإجرامية".

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
جامعات أمريكية أوروبية جديدة تنضم للحراك الطلابي الداعم لغزة
مايو 7, 2024
انضمت جامعات أمريكية وأوروبية جديدة إلى الحراك الطلابي الذي تشهده الكثير من الجامعات الأمريكية والغربية للتضامن مع غزة. ووفقا لوسائل إعلام هولاندية، أقام الطلاب بجامعة أمستردام مخيما في الحرم للتضامن مع الفلسطينيين بقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة إسرائيلية  منذ 7 شهور. ودعا الطلاب إدارة الجامعة إلى قطع علاقاتها مع المؤسسات التابعة لإسرائيل. وفي إسبانيا،
الأمم المتحدة: إسرائيل منعتنا من دخول معبر رفح
مايو 7, 2024
أعلنت الأمم المتحدة أن الاحتلال الإسرائيلي، منع طواقمها من الوصول إلى معبر رفح البري جنوبي قطاع غزة. وقال الناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه، في مؤتمر صحفي دوري عُقد في جنيف، اليوم الثلاثاء، "لسنا موجودين حاليا عند معبر رفح لأن مكتب كوغات (مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية) رفض السماح لنا
"حماس": اقتحام الاحتلال لمعبر رفح تصعيد خطير ضد منشأة محمية بالقانون الدولي
مايو 7, 2024
قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن "اقتحام جيش الاحتلال لمعبر رفح الحدودي مع مصر فجر اليوم، تصعيد خطير ضد منشأة مدنية محمية بالقانون الدولي". وقالت الحركة في تصريح صحفي، تلقته "قدس برس"، اليوم الثلاثاء: إن الاحتلال "يهدف إلى مفاقمة الوضع الإنساني في القطاع، عبر إغلاقه معبر رفح ومنع تدفق المساعدات الإغاثية الطارئة لشعبنا المحاصر الذي
"القسام": استهدفنا دبابة "ميركافا" واشتعلت فيها النيران شرق رفح
مايو 7, 2024
أعلنت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" أنها استهدفت "دبابة ميركافا صهيونية بقذيفة الياسين 105، ما أدى لاشتعال النيران فيها". وأضافت "القسام" في تصريح صحفي مقتضب، تلقته "قدس برس"، اليوم الثلاثاء، "اشتبكنا مع جنود تحصنوا داخل بناية بالقرب من الدبابة في حي الشوكة شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة". ويأتي ذلك بعد ساعات من إعلان
قوات الاحتلال تعتقل (22) فلسطينيا من الضفة بينهم طفلا جريحا
مايو 7, 2024
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيليّ منذ مساء أمس وحتّى صباح اليوم الثلاثاء (22) مواطناً فلسطينيا على الأقل من الضّفة، بينهم الطالبة في جامعة بيرزيت يارا أبو حشيش، بالإضافة إلى طفل جريح يبلغ من العمر 8 أعوام، وأسرى سابقين.  وقالت "هيئة الأسرى والمحررين" (تابعة للسلطة)، و"نادي الأسير الفلسطيني" (حقوقي مقره رام الله)، في بيان مشترك، تلقته "قدس
الفصائل الفلسطينية: العدوان على رفح خلفه نية مبيّتة للاحتلال لإفشال جهود الوسطاء
مايو 7, 2024
أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية أن عدوان الاحتلال على رفح خلفه "نية مبيتة لإفشال جهود الوسطاء وتحدي الإرادة الدولية والإقليمية، خاصة بعدما تقدمت قيادة المقاومة ومعها فصائل وقوى شعبنا بالموافقة على مقترح وقف العدوان وتبادل الأسرى. وأكدت الفصائل في بيان صحفي، تلقته "قدس برس"، اليوم الثلاثاء، "عدم رغبة الحكومة الصهيونية وقف العدوان وتحقيق صفقة لتبادل الأسرى؛