إعلام عبري: مئات الشبان يعلنون رفض التجنيد في جيش الاحتلال
كشفت وسائل إعلام عبرية، أن مئات الشبان الإسرائيليين، أعلنوا رفضهم أداء الخدمة العسكرية الإلزامية في جيش الاحتلال.
وقالت صحيفة /معاريف/ العبرية، الصادرة اليوم الاثنين: إن " 230 شابا إسرائيليا من المقدمين على التجنيد للجيش، وقعوا على رسالة يعلنون فيها رفض أداء الخدمة في الجيش".
وكتب رافضو الخدمة، "نقول لا للدكتاتورية، سواء في إسرائيل أو المناطق الفلسطينية المحتلة، ونعلن أننا لن نتجند حتى يتم ضمان الديمقراطية للجميع، الجيش الذي يحتل شعبًا آخر هو جيش لن نكون مستعدين للخدمة في صفوفه".
وكتبوا أيضا في رسالتهم: "إن الدكتاتورية التي كانت قائمة منذ عقود في المناطق تصل الآن إلى إسرائيل وتوجه ضدنا. المستوطنون العنيفون يسيطرون الآن على البلاد كلها. هذا الاتجاه لم يبدأ الآن، فهو أساسي في نظام الاحتلال والتفوق اليهودي، وكل ما حدث الآن هو أن الأقنعة سقطت. وفي مواجهة هذا الواقع – نقول لا".
ودعا الشبان أقرانهم إلى التفكير مرة أخرى في الالتحاق بالخدمة في الجيش الإسرائيلي، وأعلنوا أنهم يعتزمون محاولة ضم المزيد من الشباب إلى المبادرة.
وقالت صوفيا أور (18 عاما)، من سكان مستوطنة "برديس حنا" (شمال فلسطين المحتلة عام 48) وإحدى الفتيات المبادرات، ما الذي دفعها إلى اتخاذ القرار المثير للجدل برفض الخدمة: "كنت أخطط لرفض الخدمة منذ أن كان عمري 14 عاما. هناك كثيرون لم يخططوا لرفض الخدمة، إلا بعد الإصلاح، فتحوا أعيتهم على الخطاب السياسي حول الاحتلال."
ووفق الصحيفة، يشارك في المبادرة شباب من جميع أنحاء الدولة العبرية، من (تل أبيب ورحوفوت وبرديس حنا)والقدس، مشيرة إلى أن ش"المبادرة بدأت تزامنا مع المظاهرات ضد الإصلاح القانوني".
وأضافت أور: "التقينا في المظاهرات في شارع (كابلان) في تل أبيب في الكتلة ضد الاحتلال. أدركنا أنه لا يمكننا الصمت وعدم القيام بأي شيء. من رفض جنود الاحتياط للخدمة أدركنا أن المقدمين على الخدمة يجب أن يرفضوا أيضًا".
وتقول: "نحن نقف وراء مقولة إن الديمقراطية ملك للجميع في أراضي إسرائيل، وكذلك في فلسطين". وأضافت: "لا نرى كيف يمكن فصل الإصلاح عن الاحتلال. أحد أهداف الإصلاح هو تعميق الاحتلال والإضرار بالسكان الفلسطينيين. باستثناء ذلك، لا أرى فخراً في الخدمة في جيش محتل، بل على العكس، أرى شرفاً في القتال من أجل مبادئي. هذا الفعل نابع من اهتمامي وتفاؤلي ورغبتي في السلام".
وفي ردها على سؤال حول ما إذا كانت تواجه صراعا عندما ترى أقرانها يتجندون ويضحون كثيراً من أجل الحفاظ على الأمر، قالت إن الأمر أعمق من ذلك ويتعلق بالسياسة: "عندما يقف جندي على الحواجز، هذه مسألة تتعلق بسياسة الجيش والحكومة التي تقود إلى دائرة الدم التي يموت فيها الجميع. عندما أرفض الخدمة مع أصدقائي، فإنني أقاتل من أجل أمن إسرائيل والفلسطينيين وأروج لتغيير في السياسة بحيث لا يضطر الجندي إلى مواجهة مثل هذا الموقف".
وأضافت أن "الإسرائيليين والفلسطينيين يتعرضون للأذى طوال الوقت. لو لم تكن السياسة هنا عنيفة، ولا يقتحمون بيوت الفلسطينيين في منتصف الليل أو يعتقلوهم ويعاملوهم كبشر على قدم المساواة، ويوقفوا سياسة الاحتلال والديكتاتورية؛ لكنا قد تقدمنا إلى الأمام. أنا أقف خلف الرسالة، وسأتحمل كل العواقب. إذا حرموني من أي شيء نتيجة لذلك، فسأكون راضية عن نفسي".
وقالت صوفيا إن موعد تجنيدها سيكون في تشرين ثاني/ نوفمبر المقبل، وأنها تنوي الرفض مع أصدقائها: "سأحضر إلى قاعدة التجنيد وأعلن رفض الخدمة. وإذا لزم الأمر، بالطبع سأذهب أيضا إلى السجن. هذا هو قراري، وليس هناك خيار آخر بالنسبة لي".
والسبت تجددت التظاهرات الاحتجاجية ضد خطة الإصلاح القانوني التي أعلنتها حكومة بنيامين نتنياهو، وذلك للأسبوع الـ 35 على التوالي، بمشاركة عشرات الآلاف من المستوطنين، فيما أعلن المئات من ضباط وجنود الاحتياط أنهم لن يلبوا نداء التطوّع، احتجاجا على إقرار مشاريع القوانين التي تقول المعارضة إنها تحول إسرائيل إلى دكتاتورية.
وتحرم الخطة المحكمة العليا من إمكانية شطب قرارات الوزراء والمسؤولين المنتخبين، حتى لو رأى القضاة أنها غير منطقية.