برلمان "ساو باولو" البرازيلي يكرّم عالم الأمراض المعدية الفلسطيني جمال سليمان
كرمت الجمعية التشريعية (برلمان) ولاية ساو باولو، الطبيب الفلسطيني جمال سليمان، عالم الأمراض المعدية في معهد "إميليو ريباس" البرازيلي.
وجاء التكريم من بين الشخصيات والكيانات الـ10 المرشحين من الجاليات المهاجرة، الذين يكرمهم البرلمان البرازيلي، ضمن تقدير "شخصيات المجتمع"، وهو تكريم أنشأه المجلس البرلماني الحكومي عام 2001، للاحتفاء بالشخصيات المرشحة أعمالها في الحفاظ على الذاكرة والهوية الثقافية لشعوبها وبلدانها الأصلية، وكذلك لمساهماتها في البناء الاجتماعي والاقتصادي للبرازيل.
وجمال سليمان (64 عاماً)، برازيلي، لأبوين لاجئين فلسطينيين من "سلواد" شرق رام الله، وسط الضفة الغربية، يعمل طبيباً وباحثاً في معهد "إميليو ريباس"، الذي يُصنف كأحد أقدم المؤسسات الصحية وأهمها في البرازيل، برز سليمان، على المستوى الوطني البرازيلي خلال جائحة كورونا "كوفيد-19"، حيث كان من أكثر علماء الأمراض طلباً من وسائل الإعلام المحلية والدولية، نظراً لعمله المباشر في مكافحة المرض.
وقال سليمان في كلمة له أمام الحضور،" إنني أتلقى هذا التكريم اعترافا بجميع الفلسطينيين الذين جاؤوا إلى البرازيل قبل 130 عاما على الأقل، أتوا إلى هنا ليختبروا آلام المنفى بعد عام 1948، خلال "النكبة" الفلسطينية، نكبتنا جميعاً ".
وأضاف وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية "أتلقى هذا التكريم نيابة عن جميع الفلسطينيين الذين ساعدوا في بناء البرازيل لتكون أفضل، انطلاقاً من بدايتهم كباعة متجولين".
وتابع: " هذا التكريم هو لجميع أولئك الذين قاتلوا ويقاتلون هنا للحفاظ على شعلة النضال الوطني والثقافة والتقاليد والمطبخ والروحانية حية في الأجيال الفلسطينية القادمة"
وعلى هامش الحفل، قُدم عرض للدبكة الفلسطينية، وخُصص جناح لتقديم المأكولات الفلسطينية، وحرص أبناء الجالية الفلسطينية على الحضور بالأعلام الفلسطينية وارتداء المطرزات التراثية والكوفية الفلسطينية.
وفي تصريحات لـ"قدس برس"، قال جمال سليمان " لقد تلقيت نبأ هذا التكريم بفرحة كبيرة لأنني أدركت مدى أهمية ظهور المجتمع الفلسطيني بهذا المستوى وضمن هذا السياق، أشعر بالفخر لأننا كفلسطينيين بكل مستوياتنا نستثمر في التعليم دون تردد".
وأضاف سليمان، أن " من أبرز سمات الفلسطيني الاندماج في المجتمع، وتقبل الآخر، دون أن ينسى أصله وتراثه وثقافته ووطنه الأم، وأنه ابن قضية، الفلسطيني تماماً كما قالت الشاعرة الفلسطينية رفيف زيادة، (نحن الفلسطينيين.. نفيق يومياً.. لنعلم العالم .. الحياة)".
وبين أنه يعمل في مستشفى "يعتبر مرجعا في منظمة الصحة العالمية للأمراض المعدية حول العالم، وأعرف جيدا القضايا المتعلقة بثقافتنا الفلسطينية، وأرى نفسي ممثلاً لها في كل موقع وعمل، وأشعر بالفخر لأني من نسل المهاجرين الفلسطينيين الأوائل، وابن هذه الثقافة الغنية".
وشدد على أن عائلته ما زالت تعيش في الوطن فلسطين " لدي عائلة في "سلواد" و"عين يبرد" بالضفة الغربية وفي القدس، فلسطين أرضنا، ولن نسمح لأحد أن يأخذ أرضنا، سنبذل كل جهدنا لنكون معاً ولنستعيد فلسطيننا".
ويبلغ عدد أبناء الجالية الفلسطينية في البرازيل نحو 70 ألفا، يتركز وجودهم في ولاية بيرنامبوكو (شمال شرق)، وولاية ريو غراندي دو سول (جنوبا)، بحسب المركز الوطني الفلسطيني للمعلومات (مستقل).