نتنياهو يتهم المتظاهرين ضد حكومته بأنهم "يتعاونون مع أعداء إسرائيل"
اتهم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، المتظاهرين الذين يشاركون في التظاهرات الاحتجاجية ضد خطوات حكومته فيما يتعلق بما يعرف "التشريعات القضائية"، بأنهم "يتعاونون مع أعداء إسرائيل، مثل إيران.
وجاءت أقوال نتنياهو لوسائل إعلام إسرائيلية خلال مغادرته مطار اللد "بن غوريون" في "تل أبيب" متجها إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وستستمر زيارته لعدة أيام وسط حراسة مشددة بسبب تظاهرات ستنظم من قبل يهود أميركا ضده.
واعتبر أن "تنظيم التظاهرات داخل وخارج إسرائيل، الهدف منها تدمير سمعتها"، معتبرًا أنه ليس بالأمر العادي أن تنظم مثل هذه التظاهرات أمام مقر الأمم المتحدة، وأنه لم يفعل ذلك حينما كان في المعارضة. كما قال.
وقال: "كل ذلك لن يمنعني من تمثيل إسرائيل ببراعة وبالطريقة الأفضل لجميع مواطنيها".
وأشار إلى أنه خلال وجوده في نيويورك سيلتقي بالعديد من زعماء دول العالم بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن، وسيبحث معه قضايا تتعلق بتوسيع التطبيع وما وصفه بـ "العدوان الإيراني" في المنطقة.
كما سيلتقي في كاليفورنيا إيلون ماسك لبحث ملف الذكاء الاصطناعي معه وجلب استثمارات فيه لإسرائيل.
وأثارت تصريحات نتنياهو حول المتظاهرين غضب المعارضة الإسرائيلية وكذلك القائمين على التظاهرات، ووصفوه بـ "الديكتاتور" وأن تصريحاته تستحق كل الإدانة.
وقالت منظمة "كابلان فورس" الاحتجاجية ردا على كلام نتنياهو: "نتنياهو يربط إسرائيل ببولندا والمجر وإيران – الأنظمة الديكتاتورية المظلمة. لقد دمر نتنياهو صورة إسرائيل في العالم، الشيء الوحيد الذي لا يزال ينقذ صورة إسرائيل في العالم هم المتظاهرون الذين يحافظون على القيم الديمقراطية لإسرائيل".
وقال شاني جرانوت لوبتون، أحد قادة الاحتجاج في الولايات المتحدة: "إنه أمر لا يصدق أن رئيس الوزراء الدولة اليهودية يشبهنا بإيران والعناصر الإرهابية".
وأضاف "لوبتون: "لقد أعلن نتنياهو الحرب على يهود الشتات، ويبدأ الجولة الحالية من الأعمال العدائية بهجوم حاد ومثير للاشمئزاز ضد اليهود الأمريكيين، ولا يكفي أنه يلتقي بالمتطرفين ومعادي السامية الذين ألحقوا الأذى باليهود، فهو الآن يستبيح ليس فقط دماء الإسرائيليين، ولكن أيضا دماء واحدة من أهم الجاليات اليهودية في العالم".
وشدد على أن هذا "تعبير غير لائق وقبيح وخطير، وهذا هو بالضبط السبب الذي يؤدي إلى زيادة معاداة السامية".
وانتقد زعيم "معسكر الدولة" بيني غانتس، أقوال نتنياهو، قائلاً: "إن هجومه، واتهامه للمتظاهرين في الولايات المتحدة بالتواطؤ مع أعدائنا، خطير ويستحق كل الإدانة. حتى لو لم نتفق على مسار العمل، فإننا نتحدث عن أشخاص وطنيين. لقد حان الوقت لوقف الانقلاب، بدلا من إلقاء اللوم على المتظاهرين".
كما هاجم رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، حديث نتنياهو، وقال: "لا يوجد شخص دمر صورتنا في العالم أكثر من نتنياهو في الأشهر الأخيرة. لا يوجد شيء يساعد الإيرانيين أكثر من حكومته".
وقال زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان: "المتظاهرون في إسرائيل وفي جميع أنحاء العالم يحتجون ضدكم ولصالح لإسرائيل. أنت صديق إيران ومنظمة التحرير، أنت نفسك يا سيد بنيامين نتنياهو، أنت الذي تفكك المجتمع الإسرائيلي من الداخل، أنت الذي تفسد خيرة أبنائنا وبناتنا، وأنت الذي تثبت لنا جميعاً كل يوم أنك تتصرف وفقاً لمصالحك الشخصية فقط، حتى لو كان ذلك يعني أن البلاد ستحترق".
وقد تظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين مساء أمس الأحد، ضد الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو، والتغييرات القضائية، للأسبوع الـ 37 على التوالي.
وفي 24 تموز/يوليو الماضي، صوّتت "الكنيست" (برلمان الاحتلال) بالقراءتين الثانية والثالثة، على مشروع قانون إلغاء "حجة المعقولية"، ليصبح بذلك قانونا نافذا رغم الاعتراضات الداخلية الواسعة.
ومن شأن القانون أن يمنع المحاكم الإسرائيلية بما فيها "المحكمة العليا"، من تطبيق ما يعرف باسم "معيار المعقولية" على القرارات التي يتخذها المسؤولون المنتخبون.
وقانون إلغاء حجة المعقولية هو واحد من ثمانية مشاريع قوانين، طرحتها الحكومة الإسرائيلية في إطار خطتها لإضعاف جهاز القضاء.