الجماهير العربية تهزم "إسرائيل" في الدور الأول من مونديال قطر

لأول مرة، وبشكل غير مسبوق؛ تجتاح أعلام فلسطين بطولة كأس العالم، التي تقام هذه الدورة في قطر، مشكلةً حدثاً تاريخياً في المنطقة العربية.

وبينما تشهد الملاعب منافسات البطولة؛ تستعر في ميدان وجدان الشعوب معارك الرموز والرايات، لتنتصر راية فلسطين من الدور الأول، بينما تقبع رايتا الاحتلال والشذوذ معاً في قاع الرفض والإذلال، وفق مراقبين.

ويصف مؤسس جمعية مناصرة فلسطين (خيرية بحرينية)، والرئيس السابق للجنة البرلمانية لنصرة الشعب الفلسطيني في مجلس النواب البحريني، الشيخ ناصر الفضالة، كأس العالم في قطر بأنه "استفتاء شعبي ودولي على الموقف من الاحتلال".

وقال لـ"قدس برس" إن هذا "الموقف الرافض للاحتلال في مونديال قطر، ولّد حالة من الإحباط والانهزام في نفوس الصهاينة، وتناولته صحفهم وقياداتهم التي ما فتئت تحاول تشويه دولة قطر انتقاما من هذا الموقف".

ورأى أن قطر والناشطين فيها "أحسنوا في استثمار المونديال؛ لرفع قضية فلسطين وتبيان حقيقة ما يرتكبه الكيان الغاشم".

وأشار الفضالة إلى أن الشعوب "أثبتت في هذا الحدث العالمي؛ أن سياسات التطبيع التي بدأت منذ قرابة أربعة عقود، لا تمتلك أي عمق شعبي، وأن الحكومات المطبعة اتجهت نحو التطبيع دون إرادة شعوبها"، مؤكدا أن "الصهاينة يدركون أنه لا أمل لهم في التطبيع مع الشعوب".

من جهته؛ أكد الكاتب والإعلامي الإماراتي أحمد الشيبة، أن "رفض المشجعين العرب الحديث لوسائل إعلام الكيان الصهيوني هو عملية عفوية غير مهدَّفة من قبل دولة قطر، ولو أن المونديال حدث في أي مكان في العالم؛ فستكون ردة فعل الشعوب العربية نفسها".

وأضاف لـ"قدس برس" أن هذا "التجاهل للكيان زاد من حجم معاناته من العزلة، وبدت الشكوى واضحة في تقاريره الإعلامية الأخيرة التي تحدثت عن أن الإسرائيليين منبوذون، وأن رئيس وزرائهم الأسبق بنيامين نتنياهو خدعهم".

وأشار إلى أن حقيقة المسألة "أنه لا يوجد تطبيع حقيقي، بل شكليات ليس لها أثر، وهذا ما دفع الكيان لتقديم شكوى واضحة للفيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم) وللسلطات القطرية؛ بأنهم يعاملون معاملة غير مقبولة من قبل الجمهور العربي".

وأوضح الشيبة أن هذه الظاهرة أكدت أن الشعوب ثابتة على مبادئها، وهذا يدل على أن للمؤسسات القائمة على مناهضة التطبيع سندا كبيرا، وأن المطبعين ليس لهم من يساندهم، وهذا "ما يجب على الحكومات المطبعة أن تفهمه جيداً، وأن تلتحم مع شعوبها لا أن تذهب للعدو المجرم".

من جانبه؛ رأى الكاتب والصحفي الفلسطيني ماهر حجازي، أن حضور العلم الفلسطيني وبعض الفعاليات الفلسطينية والحملات الرقمية خلال المونديال، شكل دعماً معنوياً للشعب الفلسطيني وللجهود التي تبذل لنشر قضيته المحقة.

واعتبر أن المواقف المناهضة للاحتلال خلال المونديال تمثل رسالة له بأنه "مرفوض من قبل الشعوب العربية الإسلامية، وأن أي مشروع تطبيع تم التوقيع عليه، أو يتم التحضير له، سيصطدم برفض شعبي قاطع".

وأكد أنه طالما أن هناك "رفضاً شعبياً للتطبيع فإنه لن يمر، وسيبقى تطبيعاً مع حكومات وأنظمة، وستبقى الشعوب العربية رافضة له، ولن تنزلق إلى مستنقعه".

وتتوالى مقاطع الفيديو التي تظهر رفض الجماهير العربية إجراء أي لقاء مع قنوات الاحتلال خلال المونديال، والتي يشكو مراسلوها عجزهم أمام التمنّع العربي الذي أبطل رواية التطبيع، بحسب مراقبين.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
تظاهرات في مدن وعواصم عدة تنديدا بمجازر الاحتلال في قطاع غزة
أبريل 27, 2024
 شهدت مدن وعواصم عدة، اليوم السبت، تظاهرات حاشدة تنديدا بمجازر الاحتلال المتواصلة لليوم الـ204 على قطاع غزة. وشارك الآلاف في تظاهرات نظمت في عواصم ومدن عالمية وعربية، دعما للشعب الفلسطيني، وللمطالبة بوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. ورفع المشاركون في التظاهرات الأعلام الفلسطينية، واللافتات المنددة بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان
"الشبيبة الفتحاوية" تثمن الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية وتدعوا كواردها إلى التصعيد في أماكن تواجدهم
أبريل 27, 2024
ثمنت حركة "الشبيبة الفتحاوية" (الذراع الطلابي لحركة فتح أكبر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية) الحراك الطلابي، في الجامعات الأميركية المساند والداعم للقضية الفلسطينية، مشيدة بالأكاديميين الأميركيين "الذين انتصروا لقيم الحرية والعدالة والمساواة، ضد الظلم والعنصرية والاحتلال".   وقالت "الشبيبة الفتحاوية" في بيان لها اليوم السبت، إن هؤلاء "لبوا نداء الإنسانية تضامنا مع الشعب الفلسطيني في غزة
لبنان.."حزب الله" يستقبل قيادة "تحالف القوى الفلسطينية"
أبريل 27, 2024
استقبل مسؤول العلاقات الفلسطينية في "حزب الله"، حسن حب الله، اليوم السبت، قيادة "تحالف القوى الفلسطينية" في لبنان، وهو تحالف يضم طيفا واسعا من الفصائل والتيارات الفلسطينية. ووفقا لبيان صدر عن "حزب الله" فقد جرى البحث في "آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، لاسيما معركة طوفان الأقصى... والتصدي الأسطوري في مواجهة الكيان الصهيوني وشركائه دولة الاستكبار
مئات الآلاف من البريطانيين يشاركون في المسيرة الـ 13 للتضامن مع غزة
أبريل 27, 2024
شارك مئات الآلاف من البريطانيين، في التظاهرة الوطنية الـ 13 للتضامن مع غزة، اليوم السبت، وهي التظاهرة التي دعا لها "التحالف الوطني للتضامن مع فلسطين"، الذي يضم "المنتدى الفلسطيني" في بريطانيا، و"حملة التضامن مع فلسطين"، وتحالف "أوقفوا الحرب" و "أوقفوا التسليح النووي"، و"منظمة أصدقاء الأقصى"، و"الرابطة الإسلامية" في بريطانيا.   وركزت تظاهرة اليوم، وسط لندن،
توماس فريدمان: على "إسرائيل" أن تختار بين رفح أو الرياض
أبريل 27, 2024
قال الكاتب والخبير الأمريكي توماس فريدمان، إن "إسرائيل" تواجه تحديا عسكريا ودبلوماسيا كبيرا، يتعلق بقرارها الهجوم على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، معتبراً أن قرارها هذا سيحدد مستقبل علاقتها مع السعودية.   وشدد فريدمان، في مقال مطوّل نشرته صحيفة /نيويورك تايمز/ الأمريكية، اليوم السبت، على أن قرار تل أبيب اقتحام مدينة رفح "لن يؤدي إلا
فيدان: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تجاوز حدودة وبات مواجهة بين ظالمين ومظلومين
أبريل 27, 2024
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تجاوز حدوده وبات مواجهة عالمية بين ظالمين ومظلومين". جاء ذلك في تصريحات أدلى بها، فيدان، خلال مؤتمر صحفي مشترك في إسطنبول، مع وزير الخارجية النيوزيلندي وينستون بيترز. الوزير التركي أضاف أن أنقرة تواصل العمل مع "الأصدقاء والحلفاء الحاليين" ومع المجتمع الدولي، على مختلف الأصعدة من