أسرى أشبال محررون يروون لـ"قدس برس" مآسي الاعتقال داخل سجون الإحتلال
روى ثلاثة أسرى من الأشبال الفلسطينيين المحررين ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والاحتلال الإسرائيلي، بوساطة قطرية مصرية أمريكية لـ"قدس برس"، اليوم الإثنين، تفاصيل دقيقة عن اللحظات التي قضوها داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وفي الساعات الأخيرة قبيل الإفراج عنهم.
وكشفت شهادات الأسرى الثلاثة، أن "إدارة السجون" فرضت "إجراءات تعسفية وعقابية" بحق الأسرى الفلسطينيين منذ بدء الحرب على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وقال الأسير المحرر عبدالهادي عصام كميل، من بلدة "قباطية" جنوبي جنين، شمال الضفة الغربية، إن "ظروف الاعتقال داخل سجون الإحتلال كانت صعبة للغاية، حيث كانت في كل يوم تُنتهك حقوق الأسرى، مثل مصادرة (الكنتينا) (شراء مستلزمات خاصة من داخل السجن)، إلى جانب سرقة الثياب والممتلكات الخاصة التي اشتراها الأسرى من مالهم الخاص".
وأضاف كميل، أن "(إدارة السجون) كانت تمارس بشكل يومي الإهانات بحق الأسرى، نفسياً وجسدياً، إلى جانب النقص بالطعام، ومصادرة الاغطية".
وأضاف "لم يتبق شيئ من مقومات الحياة إلا سرقوه، لافتاً إلى أنه كان معتقلاً في سجن مجدو (شمال فلسطين المحتلة)، بالقسم رقم (3) المخصص للقاصرين، والذي يضم قرابة سبعين إلى ثمانين أسيراً اعمارهم تحت الــ 18 سنة".
وأشار إلى أن "(إدارة السجون) عزلتهم عن العالم الخارجي من كافي النواحي، لكن شعور الحرية كان حاضراً، نابعاً من ثقتنا بالله ومن ثم مقاومتنا".
من جهته، أشار الأسير المحرر محمد نصر سوالمة (17 سنة)، معتقل إداري، من مخيم "بلاطة" شرقي مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، إلى "أنه لم يكن يعلم هو ومن معه من الأشبال بأنهم على موعد مع الحرية من سجون الإحتلال،وأن خبر إطلاق سراحهم تم معرفته عند وصولهم إلى سجن (عوفر) العسكري المقام على أراضي بلدة بيتونيا، غرب رام الله، وسط الضفة الغربية، قائلاً إن "الشعور بجنّن كثير، وفرحة ما بتنوصف، لدرجة إنه ما كنا مصدقين".
وأضاف سوالمة، أن "الأسرى داخل السجون معزولون عن العالم، والأخبار لا تصلهم بأي طريقة من الطرق، بسبب إجراءات الإحتلال التعسفية بحقهم".
ولفت إلى أنه "بعد السابع من الشهر الماضي ازدادت المعاناة بشكل كبير، وأن (إدارة السجون) سحبت جميع ممتلكات الأسرى داخل الأقسام ومن بينها الثياب، كمان أن وجبات الطعام تقلصت بشكل كبير إلى درجة أنها أصبحت حالة تجويع مقصودة، عدا عن الضرب والتعذيب من السجانين، حيث تعرض عدد من الأشبال للضرب المبرّح حتى فقدوا وعيهم".
وتوجّه بالتحية إلى المقاومة في غزة، داعياً لهم بالنصر والثبات، ومتوجهاً لهم بالقول" نحن نقوى فيكم، ربنا ينصركم ويكون معاكم".
وفي السياق، قال الأسير المحرر محمد أيمن عويسي، من مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، إن "شرطة الاحتلال دخلت إلى أقسام السجن ونادت على عدد من الأسماء بزعم أن لديهم فترة تحقيق واستجواب، وقامت بإجراءات أمنية ووضعتنا داخل إحدى غرف الإنتظار لقرابة 10 ساعات متواصلة، إلى أن أتى باص الصليب الأحمر وأخبرونا بالإفراج ضمن الصفقة، ونقلنا الى مدننا، وسط شعور بالفرح الكبير وخاصةً أننا لم نكن نتوقع الأمر".
وأضاف عويسي، أن "المعاناة كبيرة وبشكل لا يوصف داخل السجون، مشيراً إلى أن (إدارة السجون) ومنذ اليوم الأول للحرب على غزة، قامت بقطع الأخبار عن الأقسام، إلى جانب منعنا من الخروج من الغرف الا لوقت قصير جداً لا يتعدى النصف ساعة كل يوم أو يومين أو أكثر".
ولفت إلى أن "التضييقات زادت بشكل كبير في السجون، قائلاً إن الأكل الذي كانت تؤمنه سلطات السجون هو من أجل منع موتنا وليس من أجل إشباع حاجتنا من الطعام اليومي، إلى جانب مصادرة كل ما نملكه من مقومات الحياة".
وأضاف أن"سلطات السجون قامت بزيادة عدد الأسرى داخل الغرفة إلى قرابة عشرة أشخاص، مع العلم أن الغرفة لا تتسع لأكثر من ستة أشخاص، وفي ظل فقدان ملابس تقينا من البرد".
ولفت إلى أن"سلطات السجون كانت تعامل الأسرى بمعاملة أشبه بمعاملة الحيوانات، هذا إلى جانب الاستفزاز المتعمد لنا، والتعاطي غير الانساني معنا".
وتوجّه بـ "الشكر الكبير للمقاومة في غزة التي بسببها عشنا لحظات الحرية، داعياً لهم بالنصر القريب والحفظ والتوفيق".
وبحسب نادي الأسير الفلسطيني (حقوقي مقره رام الله)، فإن الأطفال المفرج عنهم هم من مواليد أعوام تتراوح بين 2005 و2007، وجميعهم وجهت لهم تهم رشق الحجارة أو المشاركة في مواجهات مع جيش الاحتلال.