تحليل عسكري.. هل يضر الإعلان عن "نفق المقاومة" بسرية شبكة الأنفاق في غزة؟

مع دخول التوغل والعدوان البري لجيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، يومه الـ52 على التوالي، أعلن جيش الاحتلال عن اكتشاف ما وصفه بـ"مشروع عملاق، وأكبر نفق جرى اكتشافه" في شمال قطاع غزة.

ومما كان لافتا في إعلان جيش الاحتلال، أن النفق يمتد لأكثر من 4 كيلومترات، فيما يصل أقصى عمق له إلى نحو 50 مترا، كما أن أقرب فتحة للنفق تقع على بعد نحو 400 متر من معبر (إيرز)، ما يجعله أكبر نفق مكتشف للمقاومة الفلسطينية في غزة، ويثير تساؤولات عدة حول تأخر جيش الاحتلال في اكتشافه.

ولم يطل إعلان جيش الاحتلال عن النفق، حتى أعلنت "كتائب القسام" أن جيش الاحتلال وصل متأخرا "والمهمة أنجزت"، في إشارة إلى أن المهمة التي شيد من أجلها النفق أنجزت.

الخبير الاستراتيجي والعسكري الأردني محمد المقابلة، أجاب على العديد من التساؤلات حول دلالات اكتشاف أحد الأنفاق الرئيسية التي نفذت منها عملية "طوفان الأقصى"، وما إذا كان اكتشافه يضر بشبكة الأنفاق التي تتسخدمها المقاومة في غزة.

 

*لا يخدم عمليات الاحتلال العسكرية

وقال المقابلة وهو عقيد متقاعد، لـ"قدس برس"، إنه "لو كان النفق يخدم العمليات العسكرية لجيش الاحتلال في قطاع غزة، وأغراضه المستقبلية، لما أعلن عنه".

وأضاف أنه "تبيّن مع جيش الاحتلال عقب البحث والتفتيش، أن النفق لا يستفاد منه من حيث الوصول إلى مراكز تخزين الأسلحة والذخائر، ولا حتى إلى قيادة المقاومة في القطاع".

وأردف المقابلة، أن "جيش الاحتلال وجد أن النفق مستقل بذاته ولا يشكل أي شي بالنسبة لـ(حماس)، فاضطر إلى الإعلان عنه ليغطي على فشله في عدوانه البري على القطاع المستمر منذ 53 يوما".

وأوضح أن "التوقيت الحقيقي لاكتشاف النفق، سيكون على الأرجح قبل يومين أو ثلاثة من الإعلان عنه بعدما انتهت عمليات تمشيطه"، مستدركا أنه "لو جرى اكتشافه في البداية لكان الاحتلال سجل ذلك انتصارا له وأعلن عنه في حينه في إطار الحرب النفسية".

 

*فشل استخباري

وأشار العقيد المتقاعد المقابلة، إلى أن "توقيت اكتشاف النفق يدل على فشل استخباري، خاصة أن النفق كان الرئيسي الذي تمت منه عملية (7 أكتوبر) يقينا".

 

*أنواع الأنفاق واستخداماتها

ويُعرف عن أنفاق المقاومة في غزة، أنها "تتمتع بطبيعة غير سهلة وشبكة معقدة من الطرق الالتفاية تحت الأرض، إلى جانب أنها تتكون من أنواع عدة، ولكل نوع استخداماته"، بحسب المقابلة.

ووفقا للمقابلة، فإن هنالك "أنفاقا رئيسية لأهداف معينة، ليست متصلة بالأنفاق العملياتية، ولها هدف واحد رئيسي، وهو الوصول إلى منطقة (غلاف غزة)، وغالبا ما يكون نفقا مستقلا بذاته".

"وكانت كتائب القسام على يقين أن جيش الاحتلال سيكتشف النفق، لذلك جرى إخلاؤه من المواد ذات القيمة العسكرية"، على ما ذكر المقابلة.

وأكد الخبير العسكري، أن "فصائل المقاومة تستخدم أنفاقا وهمية أيضا لغايات تضليل العدو، إلى جانب أنفاق مجهزة بكمائن لإيقاع الخسائر في صفوف جنود جيش الاحتلال".

كما تستخدم المقاومة وفقا للمقابلة، "أنفاقا دفاعية تسمة بـ(العقد القتالية) ليتمكن المقاتل من الخروج منها والقيام بعملية، ومن ثم الانخراط في البيئة المحيطة دون العودة إلىالنفق، حتى لا يكتشف جيش الاحتلال (عين النفق) ويدمرها".

 

*لا قيمة عسكرية لاكتشاف النفق

وبالعودة إلى اكتشاف النفق الرئيسي في عملية "طوفان الأقصى"، قال المقابلة، إنه "ليس لاكتشافه أي قيمة عسكرية أو تأثير على الوصول لأنفاق أخرى".

لكن المقابلة أوضح أن "لاكتشاف النفق قيمة واحدة، تتمثل في استطاعة جيش الاحتلال دراسة النفق من الناحية الهندسية، ليعرف كيفية تصميمه، ويكوّن فكرة عن مستلزمات الأنفاق وهندسة البنية التحتية فيه، مما يعطيه قاعدة بيانات عن كيفية بناء الأنفاق في غزة".

ويرجح المقابلة، أن تكون "حركة (حماس) وضعت احتمالا ضئيلا يتمثل بألا يكتشف جيش الاحتلال النفق بعد إخفاء مدخله، وهو ما دفعهم إلى عدم تفخيخه ووضع كمائن فيه"، بحسب قوله.

 

*رسالة أمل

ويعتقد الخبير الاستراتيجي والعسكري، أن "الإعلان عن اكتشاف النفق، كان من أجل بث رسالة أمل إلى جمهور الاحتلال، مفادها أج -جيشكم- قادر على الوصول لقادة (حماس) وقادر على استعادة الرهائن والأسرى".

ومساء الأحد، زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، اكتشاف الجيش ما وصفه بـ"مشروع عملاق، وأكبر نفق جرى اكتشافه" في شمال قطاع غزة.

وقال أدرعي في بيان، إن "الجيش استخدم وسائل استخبارية وتكنولوجية متقدمة خلال الأسابيع الماضية، لكشف وتمشيط مسار نفق يتبع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)".

وأضاف أن "الجيش نفذ عمليات استكشافية في النفق، وكشف أكثر من 4 كيلومترات من مسار النفق، الذي يصل أقصى عمق له إلى نحو 50 مترا".

وادعى جيش الاحتلال، أن "أقرب فتحة للنفق تقع على بعد نحو 400 متر من معبر إيرز".

"ويتفرع مسار النفق إلى فروع وخطوط جانبية، تشكل بحد ذاتها شبكة واسعة ومتشعبة من الأنفاق، كما أنه يحتوي على البنى التحتية للصرف الصحي والكهرباء والاتصالات والهواتف، إضافة إلى أبواب صلبة"، بحسب بيان جيش الاحتلال.

كما يسمح النفق، بحركة المركبات داخله.

وبعد ذلك، عرضت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، الاثنين، مقطع فيديو حمل عنوان "وصلتم متأخرين والمهمة أنجزت"، في إشارة إلى أن المهمة التي شيد من أجلها النفق أنجزت ولم يعد هنالك حاجة له.

وأظهر الفيديو، مقاطع من اكتشاف الاحتلال للنفق وتجول وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت فيه.

وتتابعت في مقطع الفيديو بعد ذلك مشاهد من عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها كتائب "القسام" في المواقع العسكرية والبلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الـ73 على التوالي، وبمساندة ودعم أميركي وأوروبي، عدوانه على قطاع غزة، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 19 ألفا و400 شهيد، إلى جانب 52 ألفا 286 جريحا، معظمهم أطفال ونساء.

وخلّف العدوان المستمر على القطاع، دمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
الاحتلال يقصف عدة بلدات جنوب لبنان
مايو 4, 2024
جدّدت قوات الاحتلال، مساء اليوم السبت، قصفها عدة بلدات في جنوب لبنان. وقالت "الوكالة الوطنية للإعلام" (رسمية)، إن "مدفعية الاحتلال قصفت بالقذائف بلدة كفركلا مستهدفة أحد المنازل، وكذلك قصفت منطقة عين الزرقاء عند أطراف علما الشعب، وطيرحرفا، والناقورة، ومروحين، ومطمورة، وجنين، جنوب لبنان". من جهته أعلن "حزب الله" اللبناني أنه استهدف فجر اليوم السبت تجمعا
إيران: يجب العمل على وقف إطلاق النار بغزة
مايو 4, 2024
قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد الله يان إنه "يجب العمل على وقف إطلاق النار ورفع الحصار، وانسحاب قوات الاحتلال من جميع أنحاء قطاع غزة". واعتبر في تصريح صحفي اليوم السبت، أن "التطورات الأخيرة في فلسطين أثبتت أنه لا يمكن القضاء على المقاومة". وأكّد أن "قطع العلاقات والحظر التجاري وحظر السلاح عن الاحتلال أدوات
مظاهرات في عواصم عالمية تنديدا بعدوان الاحتلال على قطاع غزة
مايو 4, 2024
شهدت العديد من العواصم العالمية، اليوم السبت، مظاهرات حاشدة تنديدا بعدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ211على قطاع غزة. وشارك الآلاف في تظاهرات نظمت في العاصمة الألمانية برلين، والعاصمة البريطانية لندن، والعاصمة الايرلندية دبلن، والعاصمة الفرنسية باريس، وعاصمة كندا أوتاوا، دعما للشعب الفلسطيني، وللمطالبة بوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. ورفع المتظاهرون الأعلام
"نادي الأسير": 4 صحفيات فلسطينيات في سجون الاحتلال بينهن مرضعة
مايو 4, 2024
قال "نادي الأسير الفلسطيني" (مؤسسة معنية بشؤون الأسرى)، إنّ "قوات الاحتلال تعتقل في سجونها 4 صحفيات فلسطينيات، إحداهن أم مرضعة". وأضاف النادي في بيان أصدره اليوم السبت بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يوافق الـ3 من أيار/مايو من كل عام، أن "4 صحفيات رهن الاعتقال في سجون الاحتلال، من بينهن أمّ مرضعة، وهن: إخلاص صوالحة،
"حماية الصحفيين": جرائم إسرائيل بحق الصحفيين الفلسطينيين الأكبر في تاريخ الصحافة
مايو 4, 2024
أعلن "مركز حماية وحرية الصحفيين" (حقوقي مقره الأردن) أن الجرائم الإسرائيلية التي ارتكبت بحق الصحفيين الفلسطينيين "كانت أكبر جريمة وقعت في تاريخ الصحافة، ولا يمكن إلا أن تكون محطة أساسية فارقة عند مراجعة واقع الحريات الإعلامية في اليوم العالمي لحرية الصحافة".   وأعاد "حماية الصحفيين"، في بيان له اليوم السبت، بمناسبة "اليوم العالمي لحرية الصحافة"،
وزارة الصحة في غزة: العدوان على رفح يعني إبادةً جماعية جديدة
مايو 4, 2024
قالت وزارة الصحة في غزة، إن "كارثةً صحيةً غيرَ مسبوقة عالمياً يشهدها قطاع غزة، جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل منذ سبعةِ شهور".   وطالبت الوزارة، في بيان لها اليوم السبت، المجتمعَ الدولي والمنظمات الصحية والإنسانية الدولية "بتكثيف الضغط على سلطات الاحتلال لوقف العدوان، وإنقاذ حياة ملايين المواطنين الذين نزحوا من بيوتهم هرباً من الموت والاستهداف