قائد سابق بجيش الاحتلال: الجيش يغرق في وحل غزة ويجب إعادة النظر بمسار الحرب

اعتبر جنرال إسرائيلي سابق أن "الجيش يبتعد عن تحقيق أهداف الحرب ويغرق أكثر فأكثر في وحل غزة"، داعيا إلى "إعادة النظر بمسار الحرب".

وكتب الجنرال الاحتياط يتسحاق بريك بصحيفة /معاريف/ العبرية، اليوم الإثنين: "مع مرور الوقت، نبتعد أكثر فأكثر عن تحقيق أهداف الحرب، القضاء على حماس، وإطلاق سراح المختطفين، ونغرق أكثر فأكثر في وحل غزة".

والجنرال "بريك" ( ولد في نوفمبر 1947) وكان في سلاح المدرعات الإسرائيلي قائدا للواء وفرقة، كما شغل منصب قائد الكليات العسكرية.

وأضاف: "هناك مواقف في الحرب يجب إعادة النظر في مسار العمل فيها، وهذا بالضبط الوضع الذي وصلنا إليه، واليوم يتضح للجيش أنه في هذه المرحلة لن يكون من الممكن تحقيق الهدف الذي نسعى من أجله، لقد ذهب إلى الحرب للقضاء على حكم حماس وقدرتها على مواصلة القتال".

وتابع: "مجرد الاعتراف بعدم وجود نية للدخول إلى رفح، حيث تسيطر حماس سيطرة كاملة، لأنها المكان الأكثر ازدحاما في غزة والشرق الأوسط بأكمله، حيث يعيش مليوني لاجئ في مخيمات اللاجئين، وبيئتهم مزدحمة بشكل رهيب، ولذلك من المستحيل مهاجمة هذه المخيمات، وبكلمة واحدة، من المستحيل القضاء على حماس هناك التي يختلط جنودها باللاجئين".

واعتبر بريك "الفشل في القضاء على حكم حماس في رفح والفشل في السيطرة على الأنفاق الموجودة تحتها، والتي تعتبر بمثابة الممر الرئيسي للأسلحة من سيناء إلى القطاع، يعني أننا فشلنا في تحقيق المهمة الأساسية التي حددناها لأنفسنا في الحرب، ألا وهي: إسقاط حكم حماس".

وقال: "تتمتع حماس في رفح بحرية الوصول إلى خان يونس، ومن هناك - إلى شمال قطاع غزة عبر مئات الكيلومترات من الأنفاق المرتبطة ببعضها البعض".

وأضاف: "حتى لو دمرنا أكثر من ألف عمود (مداخل أنفاق)، فإن لدى حماس آلافًا أخرى، وبالتالي فإن التدمير الجزئي لا يؤثر فعليًا على حركتهم في الأنفاق".

وتابع: "ومن هنا فإن استمرار قتال الجيش الإسرائيلي بالشكل الحالي في خانيونس، وفي الأحياء والمدن في وسط قطاع غزة، لا يضيف إلى تحقيق أهداف الحرب. والعكس هو الصحيح، فهذا القتال يكبدنا كل يوم خسائر فادحة: من المتفجرات والأفخاخ التي يزرعونها لنا والصواريخ المضادة للدبابات التي تطلق علينا".

واعتبر بريك إنه "لقد حان الوقت لإعادة تقييم طريقة القتال، أي تغيير النموذج والخروج من التجمعات السكانية الكثيفة، والهجوم الجراحي بالطائرات المبنية على معلومات استخباراتية دقيقة وبغارات برية فقط".

وقال: "صحيح أننا لم نحقق كل أمنياتنا المتمثلة في القضاء على حماس من قدراتها، ولكننا سنتمكن من مواصلة السيطرة على المنطقة بخسائر أقل بكثير، وسنمنع حماس من إعادة تنظيم صفوفها".

وأضاف: "هذه أيضا هي الخطة التي يتعين على الجيش الإسرائيلي تنفيذها في المرحلة الثالثة من الحرب، وعلى المستوى السياسي والأمني ​​أن يفعل ذلك فوراً ويخرج من الكابوس الذي لا فائدة منه".

وتابع: "كما يفهم بعض الوزراء وأعضاء الكنيست أن هذا هدف غير واقعي في هذه المرحلة، لكنهم يخشون التعبير عن رأيهم خشية اتهامهم بالإضرار بالروح القتالية للمقاتلين وبالهدف النبيل المتمثل في تدمير حماس".

واعتبر بريك إنه "بذلك تنشأ حلقة مفرغة لا مخرج منها، فمن ناحية - نواصل القتال بأسلوب قتالي لم يعد فعالا، مما يسبب لنا خسائر فادحة ولا يأتي بالنتيجة المرجوة، ومن ناحية أخرى - لم نتحول بعد إلى الأسلوب القتالي المتمثل في الضربات الجراحية بالطائرات والغارات المبنية على معلومات استخباراتية دقيقة، وهو أسلوب سيوفر لنا الكثير من الخسائر ونتائج أفضل بكثير".

ورأى أن "أعضاء الحكومة من اليمين المتطرف يعلنون ليل نهار أن القتال داخل قطاع غزة يجب أن يستمر بكل قوته حتى هزيمة حماس، بينما يتجاهلون الحقائق على الأرض ويعيشون واقعاً زائفاً".

وقال: "الجناح الراديكالي في الائتلاف ليس مستعدا بأي حال من الأحوال لعقد مناقشة حكومية في اليوم التالي للحرب، خوفا من اتخاذ قرار يسمح بدخول إدارة دولية لإدارة غزة"

وأضاف: "حسب فهمهم فإن قطاع غزة يجب أن يبقى في أيدي إسرائيل سواء في الجانب الأمني ​​أو في الجانب الإداري المدني حتى نهاية العالم، ومعنى هذا النهج هو أن إسرائيل ستقبل المسؤولية عن مليوني لاجئ، وعن كل كارثة تحل وستقع أزمة إنسانية على أكتاف إسرائيل"

وتابع: "بذلك سنخسر دعم العالم بشكل عام ودعم الولايات المتحدة في الحرب، وسنخسر كل إنجازاتنا في الحرب التي دفعنا ثمنها باهظاً حتى الآن".

وأردف بريك:" لكن هذا لا يكفي، فوفقاً لنهجهم، ستستمر قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي في البقاء في المناطق الكثيفة السكان في قطاع غزة لسنوات عديدة وستواجه حرب عصابات مع حماس، التي ستستمر في مواجهتنا بالأفخاخ وإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات على قواتنا وتسبب لنا خسائر فادحة".

ولليوم السابع والثمانين على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود. ما أدى إلى دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وارتقاء 21 ألفا و822 شهيدا، إضافة إلى إصابة 56 ألفا و450 آخرين، معظمهم أطفال ونساء.

وتشير معطيات الجيش المنشورة اليوم الاثنين، إلى مقتل 506 جنود منذ بداية العدوان على غزة في 7 أكتوبر، بينهم 172 منذ بداية العدوان البري.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
كندا تفرض عقوبات على مستوطنين اعتدوا على أملاك فلسطينيين في الضفة
مايو 16, 2024
فرضت كندا، الخميس، عقوبات على أربعة مستوطنين شاركوا في تنفيذ اعتداءات ضد فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. وتستهدف العقوبات، وهي الأولى التي تفرضها كندا على من وصفتهم بـ"المستوطنين المتطرفون"، أفرادا متهمين بالضلوع بشكل مباشر أو غير مباشر في تنفيذ اعتداءات ضد الفلسطينيين وممتلكاتهمفي الضفة الغربية.  وكانت الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، وفرنسا، ونيوزلندا، فرضت منذ
الإعلامي الحكومي: الآلاف في بيت حانون لم يصلهم طعام منذ أيام
مايو 16, 2024
قال مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، الخميس، إن "آلاف الفلسطينيين في مدينة بيت حانون، شمالي قطاع غزة، لم يصلهم منذ بدء عملية الاحتلال العسكرية على مخيم جباليا، أي طعام أو مياه ولا أي من مقومات الحياة، وهم محاصرون بشكل تام في المدينة". وأضاف المكتب الإعلامي، أن " هناك معاناة جراء وصول آثار القصف الشديد
"حزب الله" يقصف بصاروخ من طائرة مسيّرة هدفاً في "مستوطنة المطلّة".. المغزى والدلالات؟
مايو 16, 2024
أعلن "حزب الله" اللبناني، اليوم الخميس، عن قصف إحدى مسيّراته بالصواريخ هدفاً في مستوطنة "المطلة" شمال فلسطين المحتلة، في تطور غير مسبوق، وفي حادثة هي الأولى من نوعها. حيث تمكّن "حزب الله" من خلال سلاح الجو من الإغارة على أهداف للاحتلال بصواريخ "جو-أرض" من طائرة مسيّرة. وقال في بيان تلقته "قدس برس"، اليوم الخميس، إنه
"الهلال الأحمر": 15 ألف طفل استشهدوا منذ بدء العدوان على غزة
مايو 16, 2024
قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الخميس، إن "أكثر من 15 ألف طفل استشهدوا منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي". وأضافت الجمعية في تغريدة عبر حسابها على منصة "إكس"، أن "15 ألفا و103 أطفال استشهدوا في الحرب الدائرة منذ أكثر من 7 أشهر". ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ
"الأمم المتحدة": نطالب بدخول المساعدات برا إلى قطاع غزة
مايو 16, 2024
قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن "المسارات البرية إلى غزة هي الأكثر جدوى وفاعلية وكفاءة لتوصيل المساعدات إلى القطاع". وأضاف في تصريح اليوم الخميس، أن "دخول المساعدات برا هو المسار الأسرع والأكثر وضوحا لتجنب أهوال المجاعة في غزة". بدوره قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، إن "المجاعة في غزة
الإعلامي الحكومي: الاحتلال اغتال أكثر من 100 عالم فلسطيني في غزة
مايو 16, 2024
قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إن "الاحتلال الإسرائيلي اغتال أكثر من 100 عالم وأكاديمي خلال حرب الإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة". وأدان في بيان تلقته "قدس برس"، اليوم الخميس، "اغتيال الاحتلال العلماء والأكاديميين الذين يمثلون فئة متميزة في المجتمع الفلسطيني". واعتبر أن هذه الممارسات "تمثل رسالة واضحة من الاحتلال، تهدف إلى القضاء