الغزيون يخرجون للعمل تحت القصف لإطعام أطفالهم
مع إطالة أمد حرب الإبادة على قطاع غزة لثلاثة أشهر، فإن سكان غزة المحاصرين وجدوا أنفسهم أمام تحد كبير في تأمين قوت يومهم، لا سيما في ظل عدم توفر أي مواد تموينية.
واضطر الكثيرون من السكان في ظل عدم وجود مصدر دخل وتوقف كل مناحي الحياة، إلى بيع مقتنيات منازلهم لمن بقي عنده منزل أو شراء بعض الحاجيات من أجل بيعها والصرف على عائلته.
وتحوّلت عدة مناطق في مدينة غزة المحاصرة إلى أسواق شعبية كبيرة تركزت في شارع الثلاثيني وسط المدينة ومنطقة الجامعات ومنطقة العباس غرب المدينة، لا سيما بعد قصف أغلب أسواق القطاع مثل سوق "الزاوية" الشعبي الشهير.
وأنفق الغزيون ما كانو يدخرونه من أموال، لتوفير الطعام لعائلاتهم النازحة، فيما تمكن من لم يكن لديه مال مدخرا، من الاستفادة من نظام التكافل الاجتماعي الذي تكفل به أهل الخير هناك.
إبراهيم أبو أحمد شاب ثلاثيني أضطر أن يشتري بعض السكاكر والعصائر وما توفر في السوق من أجل بيعه للإنفاق على عائلته بعد أن نفد المال المتوفر لديه "وحتى لا يتسول من أحد" وفق قوله.
وأضاف أبو أحمد لـ "قدس برس" يقول "العائلة يوميا تحتاج إلى الطعام والشراب والمستلزمات الحياة وأنا منذ بدء الحرب لا يوجد عمل لدي، فالمصالح كلها تعطلت لذلك خرجت من أجل جمع قوت أطفال".
وأكد أنه رغم وجود مخاطرة في الخروج من البيت تحت القصف، إلا أنني اضطررت "لأنني لو لم أخرج للعمل سأموت أنا وأطفالي جوعا" كما قال.
أما سعيد أبو سرحان، فأكد أنه مع بداية الحرب اقترض مبالغ مالية من بعض الأصدقاء "إلا أنني في نهاية المطاف اضطررت من أجل الخروج للعمل في شراء بعض ما يهم البيت وبيعه؛ لأن هذه الأمور هي التي تباع فقط".
وقال أبو سرحان لـ "قدس برس": "كنا نعتقد أن الحرب ستستمر أسبوعا أو شهرا، ولكن امتدت إلى 3 أشهر حتى الآن، وهذا فوق طاقة تحملنا" وفق قوله.
وأضاف "العمل ليس عيبا إنما العيب، ومن الصعب أن يطلب منك طفلك الأكل وأنت عاجز عن توفيره له وهي أدنى مقومات الحياة".
الحالة التي يعيشها السكان المحاصرون في غزة لإطعام أطفالهم تجسد مشهدا من مشاهد من الصمود، يضاف إليها التضامن والتكافل لمن دمرت منازلهم، ونزحوا من الأماكن التي تشهد الاشتباكات.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الخميس، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي، ارتكبت 13 مجزرة بحق العائلات راح ضحيتها 125 شهيدا و 318 إصابة خلال ال 24 ساعة الماضية.
وأوضحت الوزارة في بيان لها، أن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 22 ألفا و438 شهيدا، و57 ألفا و614 جريحا، 70 بالمئة منهم أطفال ونساء، منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.