"أطباء بلا حدود": ما يجري في غزة "مجزرة"

قال رئيس بعثة "أطباء بلا حدود" إلى الأراضي الفلسطينية، ليو كان، الخميس، إن "الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة هو المطلب الملح للمنظمات الإنسانية العاملة في القطاع".
وأضاف "كان"، أن "ما يجري في الوقت الحاضر مجزرة"، مستدركا أن "هناك نحو 150 إمرأة وطفلا يستشهدون يوميا بحسب تقديرات متواضعة".
وأوضح أن "هكذا عدد يفترض أن يثير الهلع ويشكّل تحذيرا للأسرة الدولية بكاملها إذا أخذنا بالاعتبار أيضا أن هناك الكثير من الشهداء غير المرئيين (...) إنها مأساة".
وتابع رئيس البعثة: "عملنا مع زملائي في حرب أفغانستان وسوريا وجنوب السودان لكن ما نشاهده في غزة أمر مختلف تماما. نساء وأطفال يصرخون في كل مكان وسط قصف عشوائي وجنوني، وفي المستشفيات الناس يتألمون بلا أمل لفقدان الأدوية والعلاجات. حتى مستلزمات الإسعافات الأولية غير متوفرة وغير مسموح بإدخالها".
وأردف: "لقي ثلاثة من موظفي (أطباء بلا حدود) حتفهم في قطاع غزة في غارات الاحتلال. هذا دليل واضح على أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف وصول الإمدادات عن طريق المنظمات الإنسانية، ويستهدف عن قصد المستشفيات وسيارات الإسعاف".
وأكد أن "الفرق الإنسانية في غزة تواجه مشكلات تتعلق بالحياة حيث لا يمكن إجلاء المرضى والمصابين من مستشفى إلى آخر بسبب القنص والقصف الإسرائيلي. لأن جيش الاحتلال يعرقل بصورة شبه منهجية عمل المنظمات الإنسانية ويمنع إدخال المساعدات إلى شمال القطاع".
وقال "كان"، إن استهدافهم أمر غير مسبوق إطلاقا في الحروب.
وأضاف، "هناك حالات طارئة باستمرار بحاجة الى إسعاف عاجل لكن الاستجابة لها لا تتم إلا بعد أيام بسبب عرقلة الوصول اليها. في مستشفى ناصر في خان يونس شاهدنا مصابا بحاجة لعملية جراحية عاجلة في العظم لكنه توفي لعدم توفر مستلزمات العملية وعدم وجود جرّاح متخصص. هذه الحالة تتكرر في كل مكان في غزة".
وكشف أنه "لم يعد هناك علاجات لمرضى السرطان في غزة، وهم يموتون بسرعة متزايدة".
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 27 ألفا و19 شهيدا، وإصابة 66 ألفا و139 شخصا، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.