لماذا نقل الاحتلال أكبر فرقة عسكرية إلى الحدود اللبنانية؟
بيروت - مازن كريّم - قدس برس
|
فبراير 11, 2024 5:41 م
ازدادت حدّة التوتر الأمني في جنوب لبنان، خاصةً بعدما استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدداً من البلدات هناك، كما واصل الجيش الإسرائيلي جلب المزيد من قواته من قطاع غزة إلى الحدود اللبنانية.
وفي هذا الإطار، برزت في لبنان عدة تساؤلات حول أفق توسع العمليات العسكرية بين "حزب الله" اللبناني من جهة، و"إسرائيل" من جهة أخرى.
وتعليقاً على ذلك، قال الأكاديمي والخبير الاستراتيجي اللبناني، علي دربج، إن "الجيش الإسرائيلي ليس بوارد الدخول في حرب على جبهة ثانية، ممثلة بالجبهة الشمالية، وهو يعلم جيداً أن المقاومة الإسلامية في لبنان لا تريد الدخول في معركة شاملة معه".
ورأى دربج في حديث مع "قدس برس"، اليوم الأحد، أن "إعلان الجيش الإسرائيلي نقل أكبر فرقة قتالية لديه من قطاع غزة إلى الحدود مع لبنان ما هو إلا استعراض وتهويل، ويحمل في طياته رسائل للمجتمع الصهيوني في محاولة لرسم صورة ردع، تزامناً مع ما يتعرض له من هزائم متتالية في مواجهة المقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع غزة" على حد تقديره.
وشدد دربج على أن "تحركات الاحتلال الصهيوني على الجبهة الشمالية مع لبنان لا تحمل أي دلالة سوى أنها فقط لرفع معنويات الجبهة الداخلية لديه" بحسب قوله.
كما لفت إلى أن "الوقائع الميدانية تثبت أن هناك قواعد اشتباك معينة يسير عليها كلا الطرفين، سواء من طرف المقاومة في لبنان من جهة، أو من جهة الكيان الصهيوني، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي تخطا ولا يزال قواعد الاشتباك في ضرباته على لبنان".
من جهته، أشار الكاتب والباحث، محمد أبو ليلى، إلى أن التحركات العسكرية للجيش الإسرائيلي، على الحدود بين فلسطين المحتلة ولبنان "يأتي في إطار تنسيق متكامل مع الإدارة الأمريكية، التي تسعى جاهدةً لرسم معادلات واتفاقيات جديدة مع الدولة اللبنانية، سواء على صعيد ترسيم الحدود البرية والبحرية وغيرها من الاتفاقيات الأمنية".
واعتبر أبو ليلى في حديث مع "قدس برس" أن "كل هذه التحركات تأتي في إطار مساعي تقوم بها الإدارة الأمريكية عبر جهودها الدبلوماسية في لبنان، وما التحركات العسكرية (الإسرائيلية) إلا رسائل مبطّنة تحمل تهديداً ووعيداً للبنان، وتأتي في إطار الضغوط الميدانية" على حد تقديره.
ورأى أبو ليلى أن "العدو الصهيوني لن يجرؤ على الدخول في حرب مع لبنان، فالخطوات جميعها التي تقوم بها الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني تسعى جاهدةً لرسم معادلة جديدة تضغط على الدولة اللبنانية من أجل الضغط على حزب الله لقبول انسحابه من جنوب الليطاني".
وقرر رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، نقل الفرقة المدرعة 36 من قطاع غزة إلى الحدود مع لبنان، حيث يتبادل جيش الاحتلال و"حزب الله" القصف بوتيرة يومية.
وقالت إذاعة /كان/ التابعة للجيش الإسرائيلي، إن نقاشات جرت مؤخرا في هيئة الأركان طالب خلالها قائد القيادة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان بالإبقاء على الفرقة 36، وهي أكبر فرقة نظامية في الجيش الإسرائيلي، في وسط قطاع غزة بهدف زيادة الضغط العسكري على حركة "حماس".