سياسيان: "حماس" تضع نجدة أهالي شمال غزة على سلم أولوياتها

قال الكاتب والمحلل السياسي حازم عياد، الأحد، إن "إعلان حركة حماس تعليق المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي إلى حين دخول المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة، يؤكد أن مسألة نجدة أهالي غزة في الشمال تقع على عاتق الحركة، وأنها تضع ذلك على سلم أولوياتها".
وأضاف عياد لـ"قدس برس"، أن "حماس تستخدم مسألة تعليق المفاوضات التي هي حاجة وضرورة بالنسبة للولايات المتحدة الأمبركية والاحتلال، من أجل الضغط على تل أبيب وواشنطن، إلى حين إدخال المساعدات إلى الفلسطينيين في شمال القطاع".
واستدرك عياد: "بالتالي حماس تفرض على الاحتلال إدخال المساعدات إلى شمال غزة إذا ما أراد الإفراج عن أسراه عن طريق المفاوضات".
ولفت إلى أن "الوقت ليس في صالح الاحتلال، لأن اقتراب شهر رمضان يشكل ضغطا مضاعفا على حكومة نتنياهو في ظل الحديث عن مواجهات عارمة متوقعة في القدس والضفة الغربية، بعد توجه الاحتلال لمنع الفلسطينيين من الصلاة في الأقصى، وبالتالي فإن هناك جبهة جديدة".
"وتؤكد حماس أن إدخال المساعدات إلى الشعب الفلسطيني في الشمال أمر لا يجب أن يرتبط بالمفاوضات بالدرجة الأولى، والمقاومة تبرز الجانب الإنساني كشرط لاستمرار المفاوضات"، وفقا لعياد.
وقالت الباحثة في الشأن الفلسطيني، أريج جبر من جانبها، إن "الاحتلال يريد لي ذراع حركة حماس من خلال الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني سواء في رفح أو شمال القطاع".
وأضافت جبر، أن "نتنياهو يسعى للضغط على حركة حماس من خلال تشديد الحصار على شمال القطاع، لكي تخضع الحركة وتخفف من مطالبها وشروطها فيما يتعلق بصفقة التبادل".
واعتبرت أن "نتنياهو يتعامل على أنه في موقع المتفوق داخل قطاع غزة، لذلك ذهب باتجاه تحويل تلك التهديدات إلى أمر واقع، على الرغم من سلسلة التحذيرات العالمية بهذا الشأن".
وكانت مصادر مقربة من حركة "حماس"، قالت في تصريحات سابقة لـ"قدس برس"، إن "الحركة تنوي تعليق المفاوضات إلى أن يتم إدخال المساعدات والإغاثة إلى شمال قطاع غزة".
وأوضحت المصادر ذاتها، أنه "لا يمكن إجراء مفاوضات والجوع ينهش في الشعب الفلسطيني".
وتتهم وزارة الصحة في قطاع غزة، الاحتلال الإسرائيلي باستخدام "سلاح التجويع لتحقيق أرقام قياسية في جرائم الإبادة الجماعية، بحق أبناء القطاع".
وتقول الوزارة، إن "الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة بالقصف والتجويع ومنع العلاج".
ويعتبر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مستقل مقره جنيف)، أن "الاحتلال يصر على نهج تجويع المدنيين في غزة، وفرض المزيد من التعقيدات على عملية دخول وتوزيع واستلام المساعدات الإنسانية المحدودة أصلا في القطاع".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 28 ألفا و985 شهيدا، وإصابة 68 ألفا و883 شخصا، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.