لندن.. باحثون وخبراء ينتقدون "ازدواجية المعايير" الغربية في التعامل مع فلسطين
لندن - قدس برس
|
فبراير 26, 2024 4:27 م
انتقد عشرات الباحثين والأكاديميين والصحافيون "ازدواجية المعايير" لدى الدول الغربية في تعاملها مع قضية فلسطين، وذلك خلال ندوة خاصة انعقدت في لندن، بحضور سفير السلطة الفلسطينية حسام زملط وعدد من الأكاديميين والخبراء والباحثين في العلوم السياسية.
وناقشت الندوة التي نظمها "منتدى التفكير العربي" (مستقل مقره لندن) مساء السبت الماضي، واطلعت "قدس برس" على مداولاتها اليوم الاثنين، ظاهرة "ازدواجية المعايير" لدى الدول الغربية وكذلك متلازمة "التفوق الاستشراقي لدى الغرب"، وكيف يتم تصوير إسرائيل دوما في الدول الغربية على أنها "ضحية" وأنها تدافع عن نفسها.
وشارك في الندوة كل من عالم الاجتماع السياسي أستاذ العلوم السياسية السابق في جامعة "السوربون" الفرنسية الدكتور برهان غليون، إضافة إلى الأستاذ بجامعة "ساواس" البريطانية الدكتور جليبير الأشقر، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة "ويستمنستر" عاطف الشاعر.
فيما شهدت الندوة مداخلات قدمها عدد من الأكاديميين والمختصين من بينهم رئيس حركة "التضامن مع فلسطين" البروفيسور كامل حواش، وأستاذ العلوم السياسية الدكتور عارف عبيد، والأستاذ في جامعة "بريستول" الدكتور محمد عودة، والطبيب والناشط الدكتور محمد النجار.
وقال السفير زملط إن "النفاق الغربي في التعاطي مع حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، وفي باقي الأراضي الفلسطينية أدت إلى خيبة أمل كبيرة، وأكد أن بداية الانعتاق من الاحتلال هو إنهاء الحصار الإعلامي المفروض على فلسطين، وتعرية المظالم التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين".
واعتبر زملط أنه "من المهم إدارة نقاش حول ازدواجية الغرب ونفاقه وتواطئه في الحرب على الفلسطينيين، من أجل إجلاء الحقيقة وإيصال المظلمة الفلسطينية إلى العالم... لقد أعطى الغرب الغطاء السياسي والقانوني والأخلاقي لهذه الحرب الظالمة بحق الشعب الفلسطيني".
وأجمع المتناقشون في الندوة على أن "حرب الإبادة الإسرائيلية الحالية التي تستهدف غزة، كشفت ازدواجية المعايير الغربية، وكشفت حجم التماهي الغربي مع إسرائيل وتأييد احتلالها للأراضي الفلسطينية".
وقال برهان غليون إنه "بعد نصف ساعة من عملية طوفان الأقصى، بدأ القادة الغربيون في الذهاب أو التواصل مع إسرائيل، كما انحاز الإعلام الغربي بشكل سافر إلى جانب الرواية الصهيونية، وأصبح مدافعا عنها وعن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
وقال غليون إن "الذي خلق إسرائيل وقوّاها هو دورها الوظيفي لترسيخ نفوذ الغرب، واستخدامها كعصا غليظة للتحكم في العالم... ولذلك حتى لو رغبت إسرائيل في السلام مع العرب، فإن الغرب لن يقبل ذلك؛ لأنها تحولت إلى مليشيا محلية لخدمة السياسة الأمريكية في المنطقة" على حد تقديره.
أما جلبير الأشقر، فقال: "نحن أمام كارثة هائلة... نتكلم عن حرب إبادة وعن نكبة جديدة... وأكثر من حجم القتل هو حجم إزالة غزة الفلسطينية، ومن هذه الناحية الشبه بنكبة ٤٨ ليس القتل والتهجير فقط، بل أيضا التدمير".
وأضاف: "ما ألقته إسرائيل من سلاح في غزة يساوي قنبلتين ذريتين من عيار قنبلة هيروشيما الذرية، وهو ما يجعلنا فعلا أمام عملية إبادة حقيقية لم تقتصر على البشر بل تشمل أيضا المعالم الحضارية".
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 29 ألفا و 782 شهيدا، وإصابة 70 ألفا و 43 فلسطينيا، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.