ما هي دلائل ومؤشرات قرار واشنطن حظر "تيك توك" في أمريكا؟

وصف رئيس مركز "ريكونسنس" للبحوث في دولة الكويت، عبدالعزيز العنجري، قرار واشنطن حظر استخدام تطبيق "تيك توك" الصيني بأنه "تطور مثير للدهشة".

ووصف العنجري، وهو عضو نادي الصحافة الوطني في واشنطن، في حديث مع "قدس برس" القرار بأنه "خطوة تبدو متناقضة مع قيمها (أمريكا) الجوهرية".

وأعرب العنجري عن اعتقاده أن هذا الحظر "ليس إلا مظهراً من مظاهر تعثر أمريكا في الحفاظ على سيطرتها في عالم الرقميات، وهو القطاع الذي كانت قد أسسته وهيمنت عليه سابقاً دون منافس".

وشدد على أن "حظر تيك توك يصبح مثالا صغيرا على معضلة أكبر تواجه الولايات المتحدة اليوم: كيفية التعامل مع عالم تتحدى فيه هيمنتها بشكل متزايد. ومن خلال اختيار الحظر عوضا عن المنافسة، أو الابتكار، أو التثقيف، تخاطر أمريكا بخيانة مبادئ الحرية والأسواق المفتوحة التي تتبناها وتدّعي صونها" على حد تعبيره.

وأضاف "يبدو أن نهج أمريكا في مواجهة هذه التحديات، نهج رد فعل عوضا عن كونه مبنيا على مبادئ. فعلى سبيل المثال، تقرر استخدام الفيتو ضد قرارات الأمم المتحدة عندما لا يعجبها الإجماع الدولي، وتحظر من يتفوق عليها في المنافسة".

مؤكدا أن "هذه الاستراتيجية المتناقضة تكشف عن فجوة كبيرة بين المُثل التي تقف أمريكا من أجلها والإجراءات التي تتخذها... باختصار، رد فعل أمريكا تجاه تيك توك ليس فقط فشلا في السياسة؛ بل هو خيانة لما تدعي أمريكا" وفق ما يرى.

ووافق مجلس النوّاب الأمريكي، بأغلبية ساحقة، الأربعاء الماضي (13 آذار/مارس)، على مشروع قانون يمنح شركة "بايت دانس" الصينية، المالكة لتطبيق "تيك توك" للفيديوهات القصيرة، مهلة ستة أشهر لتصفية الأصول الأمريكية للتطبيق، أو مواجهة الحظر، وهو ما رفضته الصين بشدة.

وتتهم أمريكا الصين بأنها تجمع بيانات مستخدمي "تيك توك" حول العالم، لتوظيفها في معلومات استخباراتية، فيما تؤكد الشركة الصينية أنها لا تجمع معلومات تزيد عن أي معلومات تجمعها وسائل التواصل الاجتماعي الأمريكية.