ملاك الحنبلي.. طالبة جامعية من نابلس تتضامن مع طلبة غزة بـ"دروس مصورة"
دفعت الظروف الأمنية والإنسانية والاقتصادية ومشاهد الحرب القاسية وحرمان طلبة المدارس والجامعات في قطاع غزة من التعليم، الطالبة ملاك الحنبلي من مدينة نابلس (شمال الضفة الغربية) للشروع في إطلاق مبادرتها التعليمية الإنسانية، من خلال إنشاء قناة لها عبر "اليوتيوب" لتقديم الدروس المصورة في اللغة الإنجليزية.
وتعود بداية الفكرة، بحسب "الحنبلي"، إلى "فترة جائحة كورونا، ومن ثم الإضرابات وتعطيل الدوام المدرسي والجامعي في الضفة، إلى أنها رأت النور وازداد الاهتمام بها مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة".
وتشير الحنبلي، خلال حديث خاص لـ"قدس برس"، إلى أن "تدمير المؤسسات التعليمية في قطاع غزة وقتل الطلبة وحرمان الآلاف من التعليم حفزها لتقديم مساعدة لهم من خلال نشر الفيديوهات التعليمية التي يستفاد منها عبر اليوتيوب".
"وعلاوة على ما تعيشه المؤسسات التعليمية والطلاب في قطاع غزة، فإن ما تشهده الضفة الغربية أيضا من ظروف أمنية وسياسية واقتصادية، جعلها تمضي قدما في مشروعها التعليمي"، وفق "الحنبلي".
وعن انتشار فكرتها وقناتها قالت: "لجأت إلى مجموعات عبر الفيسبوك والتلجرام، وبمشاركة العشرات من الأساتذة والطلبة من الضفة وغزة وفي فلسطين وخارجها، ووجدت تجاوبا كبيرا من طلبة قطاع غزة ولا سيما طلبة الثانوية العامة".
وأشارت الحنبلي، بأن "الوصول للفيديوهات مجاني، وعبر صفحاتها على الشبكة العنكبوتية، تعقد حلقات مناقشة وتقوم بالرد على الاستفسارات التي يرغب بتقديمها الطلبة حول المادة المطروحة".
وتمنت بأن "يستفيد جميع الطلبة من قناتها وتحديدا في غزة، التي لا يوجد أي جامعة أو مدرسة تقدم الخدمات التعلمية لطلبتها نتيجة الحرب"، وأضافت: "سأقوم بنشر مادة اللغة الإنجليزية للثانوية العامة بشكل كامل قبل الامتحان الوزاري".
وطالبت الحنبلي، الشباب المبدعين في المواد الدراسية إلى "السير على خطاها من خلال إنشاء صفحات وقنوات تعليمية وتقديمها بشكل مجاني".
وعن التحديات التي واجهتها، قالت: "مراحل التحضير ليست سهلة حيث احتجت مهارات متمكنة في التعامل مع الكمبيوتر، بالإضافة الى الجهود في مراجعة المواد من الناحية العلمية والفنية والاخراجية ".
وترغب ملاك بالوصول لأكبر عدد من الطلبة في غزة والضفة لتقديم خدمة شرح مادة اللغة الإنجليزية عن طريق اليوتيوب على مبدأ "كلٌ يخدم الوطن من موقعة وبطريقته وموهبته الخاصة"، كما تقول.
وأردفت: "غزة قدمت الكثير لنا وفي مقدمة ذلك الكرامة ومعاني الصمود والبطولة، فحري بنا أن نخدمها ضمن الإمكانيات المتاحة لنا كل من موقعه ومكانه".
وأنهت ملاك الحنبلي الثانوية العامة بتفوق، بحصولها على معدل 95.1% في الفرع العلمي، وهي حالياً إحدى طالبات جامعة النجاح الوطنية في نابلس، حيث تدرس اللغة الانجليزية وآدابها فرعي ترجمة.
وبحسب وزارة التربية والتعليم، فقد استشهد قرابة 5000 طالبا وطالبة، وأصيب اكثر من 8000 آخرون، واستشهد أكثر من 231 معلما وإداريا، وأصيب المئات بجروح مختلفة، كما تعرضت 281 مدرسة حكومية و65 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" للتدمير الكلي والجزئي.
ووفق "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" فقد طال الاستهداف الإسرائيلي 90% من الأبنية المدرسية الحكومية، التي تعرضت لأضرار مباشرة وغير مباشرة، فيما تُستخدم 133 مدرسة حكومية كمراكز إيواء.
وتقول "أونروا" إن 151 من موظفيها، استشهدوا منذ اندلاع الحرب، ويقيم 1.9 مليون نازح إما داخل 154 مركز إيواء يتبع للأونروا، أو قربها، وغالبيتها مدارس.
