"حماس" في ذكرى "وعد بلفور": سيبقى شعبنا متمسكاً بحقه حتى التحرير والعودة

أكدت حركة المقاومة الإسلامية " حماس " في الذكرى الـ 105 لـ"وعد بلفور" المشؤوم، أن الشعب الفلسطيني سيبقى متمسكا بحقوقه الوطنية مدافعا عنها، رافضا الاعتراف بالاحتلال حتى التحرير والعودة.
وقالت الحركة في بيان صحفي اليوم الأربعاء: "105 أعوام تمر اليوم على أكبر خطيئة تاريخية ارتكبت ضد الشعب الفلسطيني وأرضه التاريخية، اقترفتها يد بريطانيا فيما يسمى (وعد بلفور) المشؤوم بإقامة (وطن قومي لليهود على أرض فلسطين)، ارتكبت على إثره المجازر البشعة بحق شعبنا الأعزل، وهجّر من أرضه قسرا في المنافي".
وأضافت: "ما زال شعبنا يعيش آثارها الكارثية إلى اليوم، والتي ستبقى شاهدة على هذا الظلم التاريخي؛ لتثبيت أخطر احتلال إحلالي مستمر في العالم، على أرضٍ كانت وستبقى فلسطينية من نهرها إلى بحرها".
ولفتت الحركة إلى أن "الذكرى هذا العام تأتي وشعبنا الصابر المرابط في القدس والمسجد الأقصى المبارك، والضفة، والداخل المحتل، وقطاع غزة ومخيمات اللجوء والشتات، يواصل ملحمة الصمود والثبات والمقاومة، في سبيل انتزاع حقوقه وتحرير أرضه ومقدساته، ليثبت للعالم أن ذاكرته حية تأبى النسيان، رافضة كل الوعود الزائفة والاتفاقيات الباطلة، التي تحاول منح الاحتلال شرعية أو سيادة على شبر من أرضه، وأن نضاله مستمر بكل الوسائل حتى زوال الاحتلال".
وشددت على أن "وعد بلفور وما تلاه من خطايا سياسية ومجازر إنسانية ضد شعبنا وحقوقنا وأرضنا التاريخية، واستمرار الانحياز والدعم الأمريكي للاحتلال الصهيوني، وسياسة ازدواجية المعايير التي تمارسها بعض الدول الغربية في التعامل مع حقوقنا الوطنية، هي محاولات لن تفلح في تثبيت المشروع الصهيوني على أرضنا، ولن تستطيع تغييب أو طمس قضية شعبنا العادلة، مهما طال الزمن".
وأكدت الحركة أن "مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، هما مركز الصراع مع العدو الغاشم، الذي ما زال يمعن في خطط تهويدهما في حرب متصاعدة من أجل فرض أمر واقع عبر عمليات التدنيس والاقتحامات الاستفزازية".
وتابعت: "لكن شعبنا المرابط في بيت المقدس وأكنافه وقف لها بالمرصاد، يضرب أروع ملاحم الصمود والتصدي لها، يسنده في ذلك شبابنا الثائرون في عموم الضفة المحتلة، وجماهير شعبنا ومقاومته الباسلة في كل الساحات، الذين تعاهدوا جميعا على بذل المهج والأرواح من أجل حمايتهما والذود عنهما حتى تحريرهما من دنس الاحتلال.
كما أكدت أن "مجازر وجرائم القتل والتهجير والإبعاد التي ارتكبها الاحتلال ضد الأرض والشعب الفلسطيني منذ ذلك الوعد المشؤوم إلى اليوم، لن تسقط بالتقادم"، مشددة على أنها "ستبقى شاهدة على إرهاب هذا الاحتلال الغاشم".
ودعت الحركة إلى "تحرك دولي جاد وفاعل لوقفها ومحاسبة قادة الاحتلال ومرتكبيها كمجرمي حرب في المحاكم الدولية".
وأكدت أن "حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها قسرا هو حق شرعي وقانوني ثابت، لا تراجع عنه ولا تفريط فيه أو مساومة عليه"، مجددة دعوتها إلى "حماية اللاجئين في أماكن وجودهم كافة، وتوفير الحياة الحرة الكريمة لهم في دول اللجوء، عبر تمكينهم من حقوقهم الإنسانية، حتى إنجاز تطلعاتهم في العودة إلى مدنهم وقراهم في فلسطين".
وقالت "حماس" إن "مسؤولية إبطال كل مخلفات وعد بلفور، هي مسؤولية تاريخية متجددة، وواجب وطني وقومي وأممي تتشارك فيها الأمة قاطبة وكل الأحرار في العالم، لوضع حد لإرهاب الاحتلال وعزله ونبذه دوليا، ودعم صمود شعبنا ونضاله المشروع، وصولا إلى تحرير فلسطين والعودة إليها، وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس".
وجددت رفضها وإدانتها لكل أشكال التطبيع مع الاحتلال، داعية أصحابها إلى "التراجع عن هذا المسار الخاطئ، والوقوف مع شعبنا ونضاله المشروع في الدفاع عن أرضه ومقدساته، فالرهان على العدو رهان خاسرٌ، لأنه قائمٌ على باطل، والاحتلال إلى زوال".
ودعت الحركة الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده إلى "مواصلة مسيرته النضالية بكل الوسائل، تمسكا بأرضه وحقوقه ومقدساته وهويته الوطنية"، داعية "أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم، إلى مزيد من التضامن والدعم والتأييد لقضية شعبنا العادلة في تحرير الأرض وتقرير المصير".
وشددت الحركة على أن "شعبنا سيمضي بكل عزيمة وإصرار في مشروعه النضالي، موحدا صفا واحدا كالبنيان المرصوص، متسلحا بإيمانه العميق وعدالة قضيته، ملتحما مع مقاومته الباسلة، مشتبكا مع العدو في كل الساحات، معتزا ومتواصلا مع عمقه الاستراتيجي في الأمة، مؤمنا بوعد الله القريب بالنصر وتحرير الأرض والمسرى والأسرى".
وترحمت الحركة على شهداء شعبنا الأبرار الذين رووا بدمائهم الطاهرة ثرى الوطن العزيز، متوجهة بتحية الفخر والوفاء لأسرانا الأحرار وأسيراتنا الماجدات في سجون العدو، متمنية الشفاء العاجل لجرحانا الأبطال.
ويُحيي الفلسطينيون في جميع أماكن تواجدهم، اليوم الأربعاء، بالفعاليات الاحتجاجية والتوعوية، الذكرى السنوية الـ105 لصدور "وعد بلفور" الذي منحت بريطانيا بموجبه أرض فلسطين "التي لا تملكها"، للحركة الصهيونية "التي لا تستحقّها"، لإقامة "وطن قومي لهم".