عائلة القيادي أبو عرة: اعتقال السلطة للشيخ تأكيد على نهج القمع والاستفراد والإقصاء

قالت عائلة القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الشيخ مصطفى أبو عرة (62 عاما)، إن إمعان الأجهزة الأمنية، التابعة للسلطة الفلسطينية في اعتقال الشيخ الذي يعاني من عدة أمراض، هو رسالة صريحة بأن سياستها الحالية القائمة على الاستفراد وإقصاء الآخر؛ لن تتوقف.

وأعربت العائلة في حديث خاص لـ "قدس برس" عن استغرابها الشديد من اعتقال الشيخ، والذي كانت له مواقف جامعة ووحدوية حتى في ذروة الانقسام الفلسطيني الداخلي، "فهل هذه المواقف لا ترق للقيادات المتنفذة في الأجهزة الأمنية!".

كما استنكرت العائلة موقف حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" الصامت، و-الذي يفهم منه الموافقة والدعم لانتهاكات واعتداءات الأجهزة الأمنية- على اعتقال الشيخ، وهم يعلمون تماما مكانته المجتمعية والسياسية، والإجماع الشعبي عليه في بلدته "عقابا" وفي محافظة طوباس (شمالي الضفة الغربية)، التي ينتمي إليها، وفي كافة أنحاء الوطن.

ونقل عن زوجته "أم عبادة" قولها إن جهاز "الأمن الوقائي" التابع للسلطة الفلسطينية، في طوباس، "استدعاه أول أمس الخميس في ساعة متأخرة، وغرروا به أن عليه الحضور لدقائق فقط كإثبات، وأنهم سيخلون سبيله، وتفاجأنا أنهم بدأوا بإجراءات اعتقاله".

وأضافت: "كانت أبواب النيابة والمحاكم مغلقة لانتهاء ساعات العمل، إلا أنهم استدعوا النائب العام وفتحوا النيابة، ليمدد اعتقاله 48 ساعة، رغم معرفتهم بملفه الطبي وحالته الصحية".

وسرعان ما نُقل الشيخ إلى المستشفى، فيما مُنع أشقاؤه من زيارته، إلا أن زوجته زارته، حيث أكد لها أنه يعاني أزمة صدرية، وشعورًا بالدوار.

وحمّل شقيقه عدنان أبو عرة، "قيادة السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن حياة الشيخ، مطالباً بتحكيم لغة العقل، و إطلاق سراحه؛ وجميع المعتقلين السياسيين بأسرع وقت".

وكانت قد أجريت للشيخ أبو عرة عملية قلبٍ مفتوح، عدا عن إصابته بمرض في الكبد والرئتين، ويعاني من النُّقرس، وآلام في الغضاريف، كما أنه لا يمكن له أن يصل المسجد القريب إلا بمساعدة أصدقائه.

ونقلت الأجهزة أبو عرة اليوم السبت من المستشفى إلى سجونها في محافظة طولكرم (شمالي الضفة الغربية).

وتمكن محامي "الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان" (حقوقية مستقلة)، من زيارة أبو عرة، والاطلاع على وضعه الصحي غير المستقر، مبينة أن وجوده في "النِظارة" قد يؤدي إلى تدهور على صحته.

وطالبت الهيئة بالإفراج الفوري عن الشيخ أبو عرة، مشيرة إلى توقيفه جاء بقرار من النيابة العامة، بتهمة ذم السلطات وإثارة النعرات، لافتة إلى أن ممثلها زار أبو عرة، "في نظارة شرطة طولكرم، حيث تم نقله اليها من مستشفى طولكرم".

وأوضحت أن ممثلها "اطلع على أسباب وظروف توقيفه، كما اطلع على التقارير الطبية المتعلقة بوضعه الصحي"، مطالبة "بالإفراج الفوري عنه، نظرا لظرفه الصحي غير المستقر، ولطبيعة التهم الموجهة إليه".

وأشارت إلى أنها "ترى في التهم الموجهة للمواطن أبو عرة، تدخل ضمن قضايا الرأي، التي ترى الهيئة أنه لا يجوز العقاب عليها بحجز الحرية".

بدورها، دعت مجموعة "محامون من أجل العدالة" (مستقلة) إلى ضرورة العمل الجاد لإطلاق سراح القيادي في حركة "حماس" الشيخ مصطفى أبو عرة، والمعتقل لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية منذ يوم الخميس الماضي.

وأوضحت أن اعتقاله جاء على خلفية ممارسة حرية الرأي والتعبير، وما يتم تداوله من تهم الذم الواقع على السلطة وإثارة النعرات العنصرية يعتبر تجاوزاً خطيراً، وتحريفاً للسياق والفهم القانوني السليم لنصوص القانون.

وأشارت أن اعتقال أبو عرة، "يعبر عن تردي احترام الحقوق والحريات العامة، وأن استمرار هذا النهج القمعي يهدف لتجريم الحقوق الدستورية، التي تكفل حرية الرأي والتعبير، مع تكرار هذه الاعتقالات على ذات الخلفية".

وفي السياق، أبدت المجموعة إدانتها لرفض السماح لمحامي المجموعة من زيارة أبو عرة، والحصول على التوكيل القانوني منه، لغاية متابعة الإجراءات القانونية أمام الجهات الرسمية، بعد تواصل الشرطة وفق قولهم مع النيابة العامة.

وأكدت المجموعة أن هذا الإجراء غير قانوني، ويهدف للاستفراد بالموقوف، ومنعه من الحصول على الدعم القانوني في هذه المرحلة، وهو ما يتعارض مع ضمانات المحاكمة العادلة التي تتجاهلها الجهات الرسمية، والتي توجب السماح للموقوف بلقاء المحامي.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
اعتصام حاشد أمام مقر الحكومة البريطانية رفضا لاجتياح رفح
مايو 7, 2024
شارك آلاف الأشخاص، مساء الثلاثاء، باعتصام حاشد أمام مقر الحكومة البريطانية وسط مدينة لندن، رفضا لاجتياح جيش الاحتلال منطقة معبر رفح البري من الجانب الفلسطيني. وبحسب مراسل "قدس برس"، فإنه شارك في الاعتصام الذي دعا له المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، وشركاؤه في التحالف الداعم لفلسطين، أكثر من خمسة آلاف شخص، وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح
"القسام" تقصف قاعدة عسكرية للاحتلال في غلاف غزة
مايو 7, 2024
أعلنت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، مساء اليوم الثلاثاء، أنها "قصفت بدفعة من الصواريخ قاعدة (رعيم) العسكرية الإسرائيلية في غلاف غزة". بدورها قالت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، إنها "قصفت برشقات صاروخية مستوطنات غلاف غزة و(نير إسحاق) بصحراء النقب". وأضافت في بيان صحفي مقتضب، تلقته "قدس برس"، اليوم الثلاثاء، أنها "قصفت بصواريخ
الأمم المتحدة تطالب "إسرائيل" بفتح معبري رفح و"كرم أبو سالم" فورا
مايو 7, 2024
طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، "إسرائيل بإعادة فتح معبري رفح وكرم أبو سالم على الفور". وقالت غوتيريش في تصريحات صحفية، إنه "يجب السماح بإعادة فتح المعبرين، للسماح بدخول المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة"، داعيا إلى "وقف التصعيد". وأضاف أن "إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم في الوقت ذاته، يضر بشكل خاص بالحالة
"الأغذية العالمي": مخزونات الغذاء في غزة تكفي من يوم إلى أربعة
مايو 7, 2024
أعرب برنامج الأغذية العالمي (تابع للأمم المتحدة)، الثلاثاء، عن "قلقه البالغ بسبب إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم جنوب غزة". وقال "الأغذية العالمي" في تغريدة له عبر منصة "إكس"، إنه "يعرب عن القلق البالغ تجاه إغلاق معبر كرم أبو سالم ومعبر رفح، ما يشكل تحديات أمام وصول المساعدات إلى القطاع". وأضاف أن "المخزونات الحالية من
"البرلمان العربي": سيطرة الاحتلال على معبر "رفح" تصعيد خطير
مايو 7, 2024
أدان البرلمان العربي، هجوم الاحتلال الإسرائيلي على مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، وسيطرته على الجانب الفلسطيني من المعبر، واعتبره "تصعيدا خطيرا يقوض جهود التوصل لوقف إطلاق النار". وأكد البرلمان العربي في بيان تلقته "قدس برس"، اليوم الثلاثاء، أن "ما يحدث من تطورات على الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستمرار عربدة الاحتلال في رفح، وتعمده إفشال التوصل إلى
"سرايا القدس": قصفنا بالصواريخ مستوطنات "غلاف غزة"
مايو 7, 2024
قالت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، إنها "قصفت برشقات صاروخية مستوطنات غلاف غزة ونير إسحاق بصحراء النقب". وأضافت في بيان صحفي مقتضب، تلقته "قدس برس"، اليوم الثلاثاء، أنها "قصفت بصواريخ من نوع (107) وقذائف (الهاون) جنود وآليات العدو في محيط المطار وحي الشوكة شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة". بدورها أعلنت كتائب "القسام"