خطة لأسرلة الطلاب المقدسيين.. فما فرص نجاحها؟
كشفت صحيفة /الإندبندت/ البريطانية عن خطة إسرائيلية؛ يحاول جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" الضغط من خلالها على وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، لعدم إلغاء بند مهم ضمن خطة خماسية إسرائيلية جديدة (2024-2028) لتطوير القدس الشرقية.
وبحسب صحيفة /هآرتس/ العبرية فإن الخطة تتلخص بتشجيع الشباب المقدسي على الدراسة في مؤسسات التعليم العالي في "إسرائيل"، مع تخصيص 450 مليون شيكل (128 مليون دولار)، لتمويل منح، وتحضير للدراسة الجامعية للطلاب الفلسطينيين.
وأوضحت أن ذلك ينفذ في سياق مخطط يقول "الشاباك" إنه "مهم لأسرلة جهاز التعليم في القدس الشرقية، ويخفض المحفزات على تنفيذ أعمال إرهابية"، على حد وصف الصحيفة.
الناطق باسم أولياء الأمور في القدس رمضان طه رأى أن "تحول الخطط الإسرائيلية تجاه شرقي القدس من الإقصاء إلى الاحتواء خلال السنوات الأخيرة، والتركيز على تشجيع التعليم والمنح؛ ليس بدافع الود أو التطوير، بل لتهويد عقل المقدسيين، وإعدام الثقافة الوطنية لديهم".
خطة مصيرها الفشل
بدوره استبعد الباحث الفلسطيني عبد الله معروف نجاح الخطة، منوها أنها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها الاحتلال، غسل دماغ الطلاب الفلسطينيين وبالذات المقدسيين.
وأكد في حديث خاص لـ"قدس برس"، أنه مهما حاول الاحتلال من تغيير طبيعة وقراءة المقدسي للأحداث، ورؤيته للأمور في فلسطين؛ وبالذات في مدينة القدس، فإن الأفعال اليومية لشرطة الاحتلال وجنود الاحتلال، وللسلطات الاسرائيلية في القدس، كفيلة بإعادة الأمور إلى طبيعتها بالنسبة لرؤية الشباب المقدسي للاحتلال بوجهه البشع.
وأوضح معروف أن هذه الخطة؛ وعلى المدى القصير "تحمل في طياتها خطورة تتمثل في محاولة الاحتلال تهميش القضايا الفلسطينية، وتغيير الواقع قي مدينة القدس، عبر محاولات الاحتلال كي وعي الفلسطينيين، وهنا مكمن الخطر في هذه الخطة".
وأشار إلى أن الاحتلال يخشى من المنظومة التعليمية في مدينة القدس، خوفا من تمكن الكادر التعليمي من مواجهة إجراءات الاحتلال، ومحاولاته تغيير رؤية الطلاب المقدسيين لحقيقة هذا الاحتلال، خاصة وأن المناهج التي تعدها المؤسسات التعليمية الخاصة بالذات، ولا سيما الإسلامية منها، تصطدم مع رواية الاحتلال في مدينة القدس.
وأضاف: "الاحتلال يحاول منع ذلك من خلال فرض منظومته التعليمية على مدارس البلدية في القدس، مقابل إقصاء المؤسسات التعليمية المقدسية؛ مستغلا الأزمات والمشكلات المركبة التي يعانيها واقع النظام التعليمي في القدس".
وعن دلالات توقيت الخطة والانتقال من سياسة الاقصاء إلى الاحتواء تجاه الطالب الفلسطيني، لا يعتقد معروف وجود دلالات خاصة لتوقيت هذه الخطة، إلا أنه يرى فيها إشارة عن إفلاس الاحتلال في مدينة القدس، وإلغاء الفلسطيني في المدينة المقدسة؛ وبالتالي هو يسعى إلى احتواء الطالب الفلسطيني في المدينة.
وأكد أن الاحتلال فشل سابقا وعلى مدار ٧٥ سنة وعبر أجيال متعاقبة في احتواء أي منظومة فلسطينية، خاصة في الداخل الفلسطيني المحتل.
من جهته، حذر رئيس "الائتلاف الأهلي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين" بالقدس زكريا عودة، من خطورة توجه الطلاب المقدسيين للجامعات الإسرائيلية؛ طمعا في الحصول على فرصة عمل جيدة بعد التخرج.
ولفت إلى أن الرغبة لتوظيف حملة الشهادة الإسرائيلية، أكبر من غيرها، معتبراً أن هذا الأمر حاسماً بالنسبة لعدد من الطلاب المقدسيين عند اختيار وجهتهم الجامعية.
وأوضح أن خريجي الجامعات الفلسطينية، يحتاجون فور تخرجهم لاعتراف وامتحان مزاولة مهنة، كي يتم معادلة شهاداتهم، وهذا يلزم الطالب العربي قضاء عام أو عامين إضافيين بعد التخرج، كي يتمكن من دخول سوق العمل في المؤسسات التابعة للجهات الإسرائيلية.