"حماس" تنعى الشيخ جميل حمامي

نعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى "شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية، الشيخ جميل عبد الرحيم عبد الكريم حمامي (71 عاما)، أحد أعلام فلسطين والحركة الإسلامية وقامة كبيرة من قامات بيت المقدس".
ونعت الحركة في بيان لها، تلقته "قدس برس"، اليوم الأحد، الشيخ حمامي أمين سر الهيئة الإسلامية العليا في القدس، ومدير المسجد الأقصى الأسبق، الذي " نذر حياته لخدمة وطنه ودينه وشعبه، والدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك، وكان في طليعة من وقف في وجه الهجمة الصهيونية على القدس وأبنائها، وتصدى باقتدار لمحاولات التهجير والتهويد، وقدم في سبيل ذلك الكثير من التضحيات، وتعرض للملاحقة والتضييق الصهيوني على مدار سنوات طويلة".
ونوهت "حماس" إلى أن الشيخ جميل "كان ركناً من أركان المسجد الأقصى المبارك، ولبنة كريمة في جدار الذود عنه وعن طهره، وفي طليعة الذين تصدروا الدعوة والإصلاح في المدينة، ولم يكل ولم يمل حتى الرمق الأخير من أجل العمل على بناء جيل معتز بدينه وهويته، متجذر في وطنه، ومدافع عن حقوقه ومقدساته".
ولد الشيخ حمامي في مدينة معان في الأردن عام 1952م حيث كان والده يعمل شرطيًّا وانتقلت العائلة لتعيش في القدس عام 1953 واستقر بها المقام في المدينة المقدسة.
وهو متزوج وله ثلاثة أبناء ذكور وخمس إناث أتم دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدينة القدس وتخرج من مدرسة ثانوية الأقصى الشرعية في القدس عام 1973.
التحق بكلية الشريعة بجامعة الأزهر وحصل منها على درجة الليسانس في الشريعة عام 1977 ثم التحق عام 1982 بجامعة عين شمس لدراسة الماجستير لكنه عاد بعد فترة وجيزة ولم يكمل دراسته.
وعمل الراحل في مجال التدريس والوعظ والخطابة والأعمال الإدارية فقد عمل فور تخرجه من المرحلة الثانوية عام 1973م إمامًا وخطيبًا في مسجد بيرزيت وذلك قبل سفره إلى مصر.
وبعد تخرجه من الجامعة عام 1977م عمل واعظًا متجولًا في منطقة رام الله ثم مدرسًا في مدرسة ثانوية الأقصى الشرعية فمديرًا لدار الحديث الشريف في المسجد الأقصى المبارك فمديرًا للمسجد الأقصى فمديرًا لأوقاف بيت لحم ثم مساعدًا لمدير المعهد الشرعي (كلية العلوم الإسلامية) في أبو ديس في القدس ثم باحثًا في جامعة القدس.
شارك الشيخ حمامي في تأسيس دار الحديث الشريف عام 1979م وفي تأسيس جمعية لجنة العلوم والثقافة الإسلامية عام 1984م وهو أمين سرها ومديرها التنفيذي منذ التأسيس حتى الآن وخلال عمله في دار الحديث الشريف.
واهتم بإقامة مهرجانات سنوية خاصة بإحياء السنة النبوية وبإقامة معارض الكتب السنوية أعد الشيخ الحمامي كتابًا في مصطلح الحديث عام 1982م وله رسالة بعنوان (مع الغزالي في نظريته التربوية).
التحق الشيخ بجماعة الإخوان المسلمين في أثناء دراسته الجامعية وفي عام 1978م شارك في تأسيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أعتقل للمرة الأولى عام 1998م بتهمة المشاركة في تأسيس (حماس) وتوجيه الانتفاضة الفلسطينية وحكم عليه بالسجن ثمانية عشر شهرًا.
وفي عام 1990م اعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي من مطار اللد بعد عودته من أمريكا حيث حضر مؤتمر رابطة الشباب المسلم هناك وحكمت عليه عشرين شهرًا بتهمة التنسيق بين الفصائل وتوقيع وثيقة الشرف بين (حماس) وحركة (فتح) اعتقل مرة ثالثة وحكم عليه مدة ستة أشهر بتهمة التحريض ضد الاحتلال.
شارك في الثمانينيات والتسعينيات في التنسيق والإصلاح بين التنظيمات والفصائل الفلسطينية وفي عام 1994م، سافر إلى القاهرة والسودان للمشاركة في الحوار بين السلطة وحركة حماس وفي عام 1992م.
اتخذ الشيخ الراحل نهجا سياسيًّا خاصا يختلف عن نهج "حماس" السياسي مما أدى إلى افتراقهما، وقد استمر الشيخ الحمامي في نشاطه العلمي من خلال المشاركة في الحوارات والندوات محليا وخارجيا وفي المؤتمرات العالمية وفي اللقاءات الصحفية والتلفزيونية للشؤون الأكاديمية الدولية عام 1999م.