مدير المسجد الإبراهيمي: المستوطنون يحيون حفلات ماجنة داخل المسجد
قال مدير المسجد الإبراهيمي في الخليل، جنوب الضفة الغربية، غسان الرجبي، إن الاحتلال الإسرائيلي يستمر في الاعتداء على أروقة المسجد، ويتخذ الأعياد اليهودية ذريعة، لترسيخ التقسيم المكاني.
مشيرا إلى أن اليوم الثلاثاء "هو اليوم الثامن (منذ بداية العام) الذي يمنع دخول المسلمين فيه للمسجد بشكل تام، وهذا يمثل جزءا من التقسيم الزماني".
وأضاف الرجبي لـ"قدس برس"، إن "من أبرز الانتهاكات التي تجري في المسجد الإبراهيمي، منع الأذان كما جرى في الشهر الماضي الذي منع فيه الأذان لستين وقتا كاملا، وغرفة الأذان موجودة في الجزء المغتصب من المسجد، منذ المجزرة التي ارتكبها المتطرف باروخ جولدشتاين، وأدت إلى ارتقاء 29 مصليا عام 1994".
وأوضح أن من بين هذه الاعتداءات أيضا، "رفع الشمعدان العبري السباعي بحجم كبير وكذلك رفع الأعلام الإسرائيلية وإقامة الخيام، ونشر القناصة على أسطح المسجد الإبراهيمي بالتزامن مع الأعياد اليهودية، بحجة توفير الأمن والحماية للمستوطنين للاستمرار في اقتحاماتهم دون أيّ تنغيص من أحد".
وبيّن الرجبي أن "الاحتلال يتعمد منع الفلسطينيين من الدخول وتشديد الإجراءات على الأبواب، والتفتيش الجسدي والتدقيق في بطاقات الهوية الشخصية، ومن أخطر ما يجري هو منع الترميم وعدم السماح بذلك بأي شكل من الأشكال، وصعوبة إدخال الأوقاف لما تريده داخل المسجد".
واعتبر أن من "أكثر الأمور التي تؤذي مشاعر المسلمين مشاهدة منبر صلاح الدين الأيوبي في المسجد الإبراهيمي، والذي يعتبر من أقدم المنابر في العالم، تراه وبجانبه المستوطنين يتراقصون ويحييون الحفلات الماجنة داخل أروقة المسجد وقرب محرابه، وفي الحضرة الإبراهيمية قرب مقابر الأنبياء وزوجاتهم".
وأكد الرجبي على أن "كل إغلاق للمسجد لدخول المستوطنين لكافة أروقته يشهد تخريبا متعمدا، وخاصة في الجدران، وبالتحديد أيضا على البلاط المملوكي التاريخي، بالإضافة لوجود الأوساخ والقاذورات التي يخلفها المستوطنون من خلفهم خلال هذه الاقتحامات".
ودعا الرجبي الفلسطينيين إلى شد الرحال بأعداد كبيرة للمسجد الإبراهيمي والمسجد الأقصى المبارك، "لأن معركتنا مع الاحتلال معركة وجودية وتواجدية، ويجب أن يكون التوافد بأعداد كبيرة، ولأن الاحتلال يسعّر من حربه الضروس ضد مقدساتنا الإسلامية والمسيحية".
يذكر أن الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي 10 أيام في كل عام (خلال أعياد مختلفة) أمام المسلمين، ويفتحه للمستوطنين فقط، ويمنع أي وجود فلسطيني، سواء للصلاة أو رفع الأذان، ويترافق ذلك مع إجراءات عسكرية وأمنية واسعة في محيطه.
ويقع المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة بالخليل، والتي يوجَد فيها نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي، ومنذ العام 1994 قسم الاحتلال المسجد بواقع 63 بالمئة لليهود و37 بالمئة للمسلمين عقب مجزرة "الحرم الإبراهيمي".