العنجري: الإنسانية الأمريكية تفشل دائما في غزة

انتقد المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز "ريكونسنس" للبحوث والدراسات (مستقل مقره الكويت)، عبدالعزيز العنجري، الموقف الأمريكي السلبي من المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، في الوقت الذي تدعم فيه مظاهرات معارضة لروسيا والصين وإيران، معتبرا أن إنسانية الولايات المتحدة في سياساتها وقيمها تفشل دائما في غزة.

وقال إن "خطاب السياسة الخارجية الأمريكية مليء بالمفارقات. فهي تدافع عن القيم الديمقراطية على الصعيد العالمي، وتدعو بشدة إلى الاحتجاجات السلمية وحرية التعبير، ومع ذلك، فإن هذه الحماسة تتضاءل مع المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين".

وأوضح العنجري، وهو عضو نادي الصحافة الوطني في واشنطن العاصمة، في حديث مع "قدس برس"، أن "وصف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، مع غض الطرف عن الاستفزازات الإسرائيلية والتوسع الاستيطاني وانتهاكات حقوق الإنسان من قبل وزراء في حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلي، هو مظهر صارخ لذاكرة أمريكا الانتقائية... إنه صدى للماضي، واستمرار للسياسات التي تجاهلت تهجير ومعاناة الفلسطينيين التي أعقبت عقودا من الاحتلال والقمع".

وأشار الباحث الكويتي المقيم ما بين الكويت وواشنطن، إلى أن الولايات المتحدة وصفت اتفاقات التطبيع بين "إسرائيل" وبعض الدول العربية بأنها "نجاحات هائلة، ومع ذلك تحكي الشوارع العربية في هذه الدول قصة مختلفة... فدعم المواطنين في المغرب والأردن، لفلسطين بقوة ووضوح، يؤكد الانفصال الصارخ بين الأنظمة المدعومة من الولايات المتحدة، وبين الشعوب" على حد تعبيره.

واعتبر أن مشاعر دعم فلسطين في الدول التي طبعت مع "إسرائيل" تشير إلى أن "الاتفاقيات الدبلوماسية التي تم التوصل إليها، لا تعكس إرادة الشعوب، وتكشف عن خلل النهج الذي تتبناه واشنطن في التعامل مع المنطقة، فهي ليست سوى اتفاقات ورقية أتت بمعزل عن رأي الشعوب" وفق ما يرى.

وأضاف العنجري، إن "التعاطف الذي أبداه وزير الخارجية الأمريكي مع الروهينجا (مسلمي بورما) قبل بضع سنوات، يتناقض بشكل صارخ مع غياب مثل هذه المشاعر تجاه الفلسطينيين في غزة".

وتساءل "إذا كانت الولايات المتحدة تقف ضد الجرائم ضد الإنسانية في أي مكان، فلماذا تفشل في القيام بذلك في غزة؟".

وشدد العنجري على أن كلامه "لا يتعلق بحركة حماس، إنما بالمدنيين، الذين يتعرضون في غزة لمعاناة لا يمكن تصورها بينما يواصل العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، لعبة الشطرنج الجيوسياسية" على حد تعبيره.

وأضاف العنجري أن "هذا الموقف الأمريكي غير المبرر نابع بالأساس من أن صانعي السياسة الأمريكيين ينظرون عادة للمنطقة من خلال العيون الاسرائيلية، وليس بنظرة محايدة أو منصفة ترتكن للحقائق وتبتعد عن المجاملات".

مشيرا في هذا الصدد إلى أن "إسرائيل أيقنت منذ منتصف الثمانينات بعد سلسلة صدمات من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ريغان، أهمية إيجاد أدوات ضغط متنوعة لها في واشنطن، بعد أن شعرت بأن الاعتماد المفرط فقط على رئيس أمريكي يحمل مخاطر كبيرة".

وأضاف أنه "وبدعم من إسرائيل، نشطت عدة منظمات يهودية كما تأسست منظمات جديدة لتوسيع نطاق الأهداف والانتشار لخدمة قضيتهم غير العادلة، واستقطبوا أموالا هائلة، حيث تبلغ حاليا إيرادات المنظمات اليهودية المرتبطة بإسرائيل حوالي ٤٠٠ مليون دولار سنويا، منها ٨٠ مليون لتجمُّع (آيباك) وهو أقوى لوبي اسرائلي بأمريكا.

وشدد قائلا "لا استغرب من المغالطات التي حملها خطاب الرئيس (الأمريكي جو) بايدن مؤخرا حول إدعاءات غير حقيقية بقتل حماس للأطفال الإسرائيليين".

مستدركا بالقول إن "التقصير في النهاية واللوم ليس للأمريكان بقدر ما نتحمله نحن كعرب ومسلمين، قادة بالأساس وشعوبا أيضا، لأن العالم الغربي لا يعترف إلا بالأقوياء ولا ينحاز إلا لهم ولا يأبه للضعفاء حتى لو كانوا أصحاب حق".

معتبرا أن "ما نراه الآن من تأثير دولي لإسرائيل وخاصة في الولايات المتحدة هو نتاج 40 عامًا على الأقل من عملهم الدؤوب الذي لا يتغير بتغير رؤساء وزراء إسرائيل".

وأعرب الباحث الكويتي، عن قناعته وفق ما يراه في واشنطن حاليا "بأننا نحن العرب، إذا عملنا بصدق لخمس سنوات ضمن خطة محكمة وجيدة التمويل قد نصل لنتيجة أقوى، لأن قضية فلسطين قضية عادلة، وتسويق الحقيقة أسهل بكثير من تسويق الكذب، خصوصا مع وجود جيل جديد من الشباب الواعي في امريكا والعالم يُدرِكون حقيقة الوحشية التي يتعرض لها الفلسطينيين، ويبدون تعاطفًا مع قضيتهم، رغم انحياز حكوماتهم الأعمى لإسرائيل".

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
"فلسطينيو الخارج" يعقد ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثاني في حزيران القادم
مايو 19, 2024
يعقد المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج (هيئة دولية مستقلة)، ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثاني، يومي الجمعة والسبت 28 و 29 حزيران/ يونيو القادم، في مدينة إسطنبول التركية. ومن المقرر أن يشارك بالمؤتمر شخصيات وطنية فلسطينية بارزة من داخل فلسطين وخارجها، وذلك بهدف "التواصل والحوار السياسي بين مختلف الشخصيات والقوى والمبادرات الفلسطينية من مختلف دول العالم، للخروج
جنوب نابلس.. عندما يتحول المستوطنون لجنود مدججين بالسلاح
مايو 19, 2024
قال المزارع الفلسطيني راجي عبد الرحيم (44 عاما) إن الجندي الإسرائيلي الذي كان يرتدي الزي العسكري الكامل، وأطلق النار قبل عدة أيام تجاه المزارعين ورعاة الأغنام في جنوب مدينة نابلس، هو ذاته المستوطن الذي تعارك معهم، وتمكنوا من طرده قبلها بساعات قليلة. تأتي هذه الرواية، لتتوافق مع شهادات قدمها رعاة ومزارعون بأن مستوطنين إسرائيليين نفذوا،
وزير الخارجية الأردني: الأونروا تواجه محاولة اغتيال سياسي والاتهامات ضدها باطلة
مايو 19, 2024
أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أن "أونروا" تواجه محاولة اغتيال سياسي قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر، مؤكدا أن الاتهامات ضد الوكالة ثبتت أنها باطلة، ومحاولة اغتيال "الأونروا" سياسياً فشلت. "لكن الوكالة ما تزال تواجه تحديات مالية كبيرة". وقال الصفدي في مؤتمر صحافي مشترك مع المفوض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني، اليوم الأحد، إن الأونروا
قائد فرقة غزة السابق: الجيش يتخبط في القطاع ومكانتنا الإقليمية تتآكل
مايو 19, 2024
قال القائد السابق لفرقة غزة في جيش الاحتلال، الجنرال غادي شماني، إنّ "الجيش الإسرائيلي يتخبط في غزة، ومن الواضح أن إسرائيل لن تحقق أهدافها المعلنة". ونقلت صحيفة /معاريف/ الإسرائيلية، اليوم الأحد، عن "شماني" قوله: إن "من الصعب رؤيةَ كيف ستتم إعادة جميع المحتجزين من قطاع غزة". ورأى شماني أن "حماس ستتكبد خسائر بسبب الحرب، ولكن
الصحة بغزة تحذر من النقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية بالمستشفيات
مايو 19, 2024
حذرت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة من النقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية الضرورية لتقديم خدمات الطوارئ والعمليات والرعاية الاولية والعديد من الخدمات، والتي أصبح رصيدها صفر في المستشفيات وأماكن تقديم الخدمة، الامر الذي يهدد حياة المرضى بالخطر.  وناشدت الوزارة كافة المؤسسات الإنسانية والأممية والدولية "العمل على توفيرها وإدخالها في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي واحتلاله لكافة
إعلام عبري: قوات الاحتلال تطلق النار على فلسطيني قرب "أبو ديس" بزعم تنفيذ عملية طعن
مايو 19, 2024
أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن قوات الاحتلال أطلقت النار على فلسطيني بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن قرب قرية أبو ديس شرق القدس المحتلة.  وزعم موقع /والا/ العبري: أن "فلسطيني سحب سكين، اليوم الأحد، وحاول طعن جندي عند حاجز "الكشك" الواقع بالقرب من بلدة "أبو ديس" بالقرب من القدس المحتلة، وتم اطلاق النار عليه. وتصعد قوات