خبراء إعلاميون: مونديال قطر فرصة غير مسبوقة لدعم فلسطين وعزل الاحتلال

أكد خبراء إعلاميون، أن كأس العالم في قطر، أشار بوضوح إلى النبض الشعبي المؤازر للقضية الفلسطينية، بشكل يناقض الرهانات مع التطبيع مع الاحتلال.
و أكد الخبير الإعلامي، والمتخصص في الشأن الأوروبي، حسام شاكر، على أن فلسطين حاضرة بشكل غير مسبوق في الحدث الأبرز عالميا على مستوى الرياضة "مونديال قطر".
وقال شاكر لـ "قدس برس": "لعل الفرصة التي حازت عليها فلسطين قد حضرت حقا في راياتها وشاراتها وهتافاتها؛ وفعاليات عدة مصاحبة لكاس العالم 2022".
وأضاف: "جماهير الأمة من مشارق العالم العربي ومغاربه، ومن أنحاء مختلفة من العالم تحمل الشارة الفلسطينية بشكل رديف لرايات المنتخبات المتعددة".
واعتبر أن "هذا الاحتفاء في فلسطين، وهذه الجهود المصاحبة للمونديال، تشير إلى تطور العمل الفلسطيني والإعلامي والميداني الداعم للقضية الفلسطينية" وفق ما يرى.
وقال شاكر، متحدثا من العاصمة النمساوية فيينا، إن "ما يحدث في قطر يشير بوضوح إلى نبض شعبي واضح لفلسطين بشكل يناقض الرهانات للتطبيع مع الاحتلال، الذي لم يجد من يتحدث معه، ووجد أنه منبوذ، رغم الحديث عن اتفاقات التطبيع، وعدة انزلاقات من دول عربية نحو الاحتلال في السنوات الأخيرة".
وأضاف: "حضور فلسطين بهذا الشكل وبهذه المناسبة الرياضية، له دلالات عدة، فهو يؤكد أن الجيل العربي الجديد، وأطيافاً أخرى من العالم، تحمل هم فلسطين بصرف النظر عن البلدان التي جاؤوا منها".
وشدد بالقول: "نحن نتحدث عن إشارة حياة قوية بالنسبة لفلسطين، وقدرتها على أن تصنع الحدث، وأن تستثمر الأحداث العالمية الكبرى لصالحها".
وأردف "الأحداث الرياضية الكبرى هي مواسم تواصل إنساني على أعلى المستويات، وفرص للعمل الثقافي والجهود الإعلامية، وقد حضرت فلسطين باقتدار في هذا المونديال".
واعتبر أن إقامة المونديال في قلب العالم العربي، شجع على أن تعبر الجماهير بحرية بعد أن وصلت إلى هذا المكان، وإن كان هذا لا يقلل من الجهود التي بذلت سابقا على مستوى أحداث سابقة.
وقال: "هذا تطور لافت للانتباه، ويزعج الاحتلال، ويشير بوضوح إلى أن هذه الأمة فيها حياة، وفيها إصرار على حمل هذه القضية وتبنيها".
وشدد شاكر على أنه "من الصعب اليوم على الاحتلال كسر القلوب والعقول، وأن يواصل تزييف الوعي على النحو الذي كان يفعله منذ تأسيسه".
وقال: "فلسطين تربح المزيد من الضمائر في عالمنا، وتربح المزيد من المواقف المتضامنة معها، والمزيد من الحقوق والعدالة في كل مكان، والكيان (الإسرائيلي) يعاني من عزلة في الأوساط الجماهيرية، ولا يجد من يقف معه في منصات جماهيرية مفتوحة، وفي فضاءات تواصل إنساني رحبة".
وقال أستاذ الإعلام في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، فريد أبو ظهير، إن الحضور الكبير للقضية الفلسطينية في مونديال قطر 2022، يعتبر استفتاء عالمياً واضحاً لفلسطين، وعزلة غير مسبوقة للاحتلال،
وأعرب أبو ضهير لـ "قدس برس" عن تفاجئه "بالتأييد الكبير للقضية الفلسطينية، وتحول المونديال إلى استفتاء شعبي عربي إسلامي دولي على القضية الفلسطينية.
وأشاد بالدور الذي تلعبه دولة قطر فيما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية واحتضانها، مؤكدا أن هناك "توجيهاً واضحاً في القيادة والحكومة والشعب القطري، في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني في شتى الطرق والوسائل".
واستدرك: "لو تخيلنا أن المونديال أقيم في أي بلد في العالم غير قطر؛ فإنه لن يشهد مثل هذا المشهد، باستثناء الجزائر أو الكويت وغيرها من الدول المساندة بقوة للقضية الفلسطينية" وفق تقديره.
واعتبر أبو ظهير أن "ما يدور في المونديال من تأييد للقضية الفلسطينية، يعكس بشكل واضح رفض العرب للتطبيع.. رغم كل ما يحصل في العالم، والعالم العربي على وجه الخصوص فيما يتعلق بالتطبيع".
وأضاف أن "هذه التجربة تعطينا أملا، فرصاً ربما لن تتكرر؛ لنثبت للعالم أن الساسة والزعماء والقادة والسياسات في واد؛ والشعوب في واد اخر".