محلل إسرائيلي: هذا السبب سيُجبِر "الجيش" على الانسحاب من قطاع غزة

قال مُحلل الشؤون الاستخباراتيّة الإسرائيلي رونين بيرغمان إن: "ارتفاع الخسائر في صفوف المقاتلين من جيش الاحتلال المتعثر والمكشوف أمام المقاومين، الذين اعتادوا تجميع صفوفهم، سيُجبِر الجيش على الانسحاب من قطاع غزة".

وأضاف في مقالٍ نشره في صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية أن "مَنْ خطط للبقاء في غزة عامًا، وظنّ أنّ ذلك ممكن، فهو شخص ساذج أوْ تنقصه معلومات عامة عمّا حدث لإسرائيل في الجولات السابقة، أوْ أحداث مماثلة بالعالم، لأنّه لم يكن هناك شك في أنّ العالم لن يسمح لإسرائيل بالبقاء في غزة، والضغط الدوليّ".

وأشار إلى أنّ أحدًا في دولة الاحتلال، "لا يريد الاعتراف باستحالة تحرير الأسرى، أو القضاء على حماس، وعوضًا عن ذلك، يحفظ الوزراء والمتحدثون ورئيس الحكومة والمؤسسة الأمنية، رسالة للجمهور، أنّ للعملية هدفين، تدمير البنية التحتية لحماس وقدراتها وحكمها، وإطلاق سراح الأسرى".

بيرغمان، المعروف بعلاقاته الوطيدة مع المؤسسة الأمنيّة، وعلى نحوٍ خاصٍّ جهاز (الموساد)، "شدّدّ على أنّنا كنّا أمام مفترق طرق، إما خوض مفاوضات وإطلاق سراح الأسرى، أوْ القيام بمناورة برية، وَمَنْ كان في رأسه عين حتى ذلك الحين، يعلن أنّ الطريقين متضادان بالاتجاه والنتيجة، ويلغي أحدهما الآخر".

وأردف أنّه كان من الواضح تمامًا، أن "الدعم غير المسبوق، الذي منحه العالم لإسرائيل، في ظلّ الفظائع، سوف ينفد، وفي النهاية بايدن سوف يتعب منه، وإنّ التحرك البري يجب أنْ يكون قصيرًا، ولا يمكن أنْ يستمر، لأنّ الجيش بحاجة إلى الوصول إلى هدف".

وأكّد بيرغمان إنّ أحدًا "لم يخبر الجمهور باحتمال أنْ يكون القادة يخلقون وهما كاذبا، ومن المرجح إنهاء إسرائيل جولتها من القتال المسلح، دون تحقيق الهدف الأول للحرب، بالتدمير الكامل، إنّما هي مجموعة من الصواريخ فقط دون تدمير كبير لشبكة الأنفاق تحت الأرض، وأضرارًا جزئية للغاية، في مجموعة السنوار وكبار مساعديه السبعة، الذين لم يقتل سوى اثنيْن منهم فقط حتى الآن".

وشدد على أنّه "كان من الواضح أنّه سيكون من الصعب للغاية تحرير الأسرى بقوة السلاح، وأنّ الجيش سيصل في النهاية على الأكثر إلى وضع يحاصر فيه آخر حصن تحت الأرض فيه السنوار والضيف، وبعد ذلك، تحت الأرض، في ظلّ ظروف ضغط حقيقي على زعيم حماس، سيحاول التوصل إلى نوع من الصفقة".

ولفت إلى أنّ "خيار تحرير الأسرى، لم تجر إضافته كهدفٍ ثانٍ للحرب، إلّا في منتصف أكتوبر بعد ضغطٍ شعبيٍّ، وكرر المسؤولون أنّ التحرك البريّ سيساعد بإطلاق سراحهم، وتثبت تجربة أسابيع من القتال، أنّ المناورة البريّة كعامل تسريع في الوصول إلى صفقة أوْ مفاوضات، ليس دقيقًا، فالصفقة التي تمّ التوصل إليها سابقًا، كانت مطروحة على الطاولة بالفعل بعد وقت قصير من دخول القطريين الحدث، كانت التغييرات مقارنة بالنسخة النهاية طفيفة".

ورأى المحلل في الختام أنّ دولة الاحتلال "ألحقت الضرر بحماس، لكنها بعيدة كلّ البعد عن التغلب عليها، لأنّ مَنْ يجلس في نفق تحت الأرض، ليس لديه أيّ اهتمامٍ كبيرٍ بالتوصل إلى صفقة، وهناك من يعتقد أنّ إسرائيل أصبحت فجأة مهتمة بالصفقة، لأنّه بات واضحًا للجميع، أنّها ستضطر للتوقف تحت الضغط الأمريكيّ، وحتى الصقور في الجيش، الذين طالبوا بمواصلة المناورة، يجب ألّا يعارضوا الصفقة، بل على العكس، ستكون صفقة الأسرى نهاية متفائلة للحرب، وأكثر متعة بكثير ممّا لو طلب الأمريكيون من إسرائيل ببساطة التوقف والانسحاب".

ولليوم الثالث والتسعين على التوالي يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود. ما أدر لارتقاء 22 ألفا و 722 شهيد، و إصابة 58 ألف جريح، و 166، منذ السابع من تشرين الأول/ اكتوبر الماضي.

 

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
تظاهرة في العاصمة البلجيكية إحياء للنكبة وتضامنا مع الفلسطينيين
مايو 19, 2024
شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل، الأحد، تظاهرة حاشدة تضامنا مع الشعب الفلسطيني وتنديدا بعدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وإحياء للذكرى الـ76 للنكبة الفلسطينية. وانطلقت التظاهرة التي نظمتها أكثر من ثلاثين منظمة أوروبية وبلجيكية، بالتعاون مع الجالية الفلسطينية في بلجيكا، من محطة القطارات الشمالية باتجاه مقرات المفوضية الأوروبية في العاصمة
غانتس يهدد وبن غفير يرد.. ما مصير حكومة الحرب "الإسرائيلية"؟
مايو 19, 2024
يشتد التجاذب السياسي يوما بعد يوم داخل حكومة الحرب "الإسرائيلية"، فبعد تهديد الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس مساء أمس السبت بالاستقالة إذا لم يوافق نتنياهو بحلول الثامن من حزيران/يونيو على خطة بشأن الوضع في غزة، تتضمن كيفية حكم القطاع بعد انتهاء الحرب مع حماس، هاجم وزير الأمن القومي للاحتلال إيتمار بن غفير غانتس متهما
برنامج أممي: نحتاج وصولا "مستداما" للمساعدات لمنع "المجاعة" شمال غزة
مايو 19, 2024
أكّد برنامج "الأغذية العالمي" (تابع للأمم المتحدة) على الحاجة لوصول "آمن ومستدام" للمساعدات، من أجل منع المجاعة في شمال قطاع غزة، "لكن أوامر الإخلاء (الإسرائيلية) تحول دون ذلك". وحذر البرنامج الأممي في بيان تلقته "قدس برس"، مساء اليوم الأحد، من أن "تصعيد القتال في شمال غزة سيعرّض الوصول إلى معبر بيت حانون للخطر، ويهدد التقدم
"أونروا": الادعاء بوجود مناطق آمنة أو إنسانية في غزة كاذب
مايو 19, 2024
قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، الأحد، إن "800 ألف شخص من النازحين الذين كانوا يقيمون في رفح، أجبروا على النزوح مرة أخرى بعد أن بدأت القوات الإسرائيلية العملية العسكرية في المنطقة". وأضاف لازاريني عبر حسابه على موقع "إكس"، أنه "استجابة لأوامر الإخلاء التي طلبت من الناس الفرار إلى ما
آلاف الفلسطينيين واللبنانيين يشيّعون جثمان قياديّ في "القسام" شرقي لبنان
مايو 19, 2024
شيّع الآلاف من الفلسطينيين واللبنانيين في لبنان، اليوم الأحد، جثمان القيادي البارز في كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" في لبنان، شرحبيل السيد، الذي اغتاله جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي، في إحدى المناطق اللبنانية القريبة من الحدود السورية. ‏‎وانطلق موكب التشييع من مستشفى بلدة تعنايل البقاعية، مروراً ببلدة الصويري وصولاً إلى بلدة المنارة قبل
الأمم المتحدة: المعبر البحري ليس بديلا للممرات البرية في غزة
مايو 19, 2024
أوضح نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، الأحد، أن "الممر البحري لا يمكن أن يكون بديلا عن المعابر البرية في غزة". وقال حق، إنه "نظرا للاحتياجات الهائلة في غزة، فإن الغرض من الرصيف العائم هو إكمال عمل المعابر البرية الحالية للمساعدات التي تدخل غزة، ولا يُقصد منه أن يحل محل أي من