وأكد التقرير أن جهاز الشرطة يرفض كشف عن المواد التي سجلتها كاميرا الجسد المثبتة على زي عنصر الشرطة الذي أطلق عدة أعيرة نارية على أبو جابر بعد انقلاب مركبته.
ووفق عائلة أبو جابر، فإن تشريح جثة يوسف سيتم اليوم الاثنين.
وتتذرع شرطة الاحتلال بـ"اعتبارات تتعلق بسير التحقيقات"، لعدم نشر التوثيقات، بحسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية /كان 11/، في حين تواصل وسائل الإعلام الإسرائيلية وصف أبو جابر بـ"الإرهابي" و"المخرب" رغم أن التحقيق لم ينته ونتائجه لم تُعلن بعد.
وكانت الروايات الإسرائيلية مشوبة بتضارب وتناقض شديدين، إذ زعمت التقارير الإسرائيلية، بما في ذلك البيانات الرسمية، أن أبو جابر نفذ عملية دهس وإطلاق نار، ولاحقا، قالت إنه نفذ عملية دهس، لكنه حاول استلال سلاح كان بحوزته.
في حين أشار آخر بيان صدر عن شرطة الاحتلال بعد العملية، أن ما زُعم أنه سلاح لم يكن كذلك، في حين أشار التحقيق الأولي إلى أن الشهيد وهو من مدينة "كفر قاسم" في منطقة المثلث شمال فلسطين المحتلة عام 48، كان بحوزته "سلاح لعبة بلاستيكي".
فيما طالبت عائلة أبو جابر بتشكيل لجنة تحقيق في مقتل ابنها يوسف على يد الشرطة، وتمسكت بروايتها أن "ما حصل هو حادثة طبيعية، وليست عملية بدوافع قومية" كما تزعم السلطات الإسرائيلية.
في المقابل، تحدثت صحيفة /كوريرا ديلا سيرا/ الإيطالية عن وجود طلق ناري في قدم السائح الإيطالي الذي قتل في الحادثة، رغم أن الشاب يوسف أبو جابر لم يكن مسلحا، ما يعزز الاعتقاد أن السائح قُتل برصاص الشرطة وليس بالدهس.
وفي حين نفى معهد الطب العدلي، في إسرائيل رواية الصحيفة الإيطالية، سارعت /القناة 12/ إلى الترويج لما وصفته "نتائج أولية" لفحص جثة أبو جابر، وقالت إن "الطب العدلي" استبعد احتمال إصابته بجلطة دماغية أو سكتة قلبية، ما اعتبرته القناة دليلا على أنه "مخرب" على حد تعبيرها.
وقالت /كان 11/ إن الشرطة وجهاز الأمن الداخلي "شاباك"، قرروا فحص السيارة التي كان يقودها أبو جابر، للتحقق مما إذا كانت هناك أي مشاكل أو أعطال في نظام الفرامل، أدت إلى انحراف السيارة عن مسارها ودهسها لإسرائيليين وسياح على كورنيش تل أبيب.
وكانت شرطة الاحتلال نفسها قد أعدمت الشاب محمد العصيبي (26 عاما) من بلدة "حورة" في النقب مطلع الشهر الجاري، قرب باب السلسلة في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
وزعمت الشرطة آنذاك، أن الحدث لم يوثّق، وأن الكاميرات على أجساد عناصر الشرطة، لم تكن مفعّلة، وأنه في تلك الزاوية لا توجد كاميرات، علمًا بأن الزقاق المؤدي للمسجد الأقصى عبر "باب السلسلة"، توجد فيه كاميرات.
وفي إشارة إلى تناقض الشرطة في رواياتها، صرح قائد شرطة الاحتلال السابق في القدس، يائير يتسحاكي، في حينه: "لا أصدق أنه لا يوجد كاميرات مراقبة وثقت الحدث عند مداخل الأقصى، أنا بنفسي نصبت كاميرات في المنطقة خلال فترة عملي".