16 مليون دولار خسائر عمال غزة جراء إغلاق الاحتلال لمعبر "بيت حانون"
تسبب اغلاق الاحتلال لمعبر "بيت حانون" (ايرز) بوجه عمال قطاع غزة لمدة 12 يوما؛ بخسائر مباشرة تقدر بـ 16 مليون دولار، وخسائر غير مباشرة تسببت في حالة من الركود في أسواق القطاع المحاصر.
وقدّر سامي العمصي، رئيس نقابة عمال فلسطين في غزة خسائر العمال المباشرة خلال اغلاق المعبر مدة 12 يوما بـ 60 مليون شيكل (16 مليون دولار).
وأوضح العمصي في حديثه لـ "قدس برس" ان عدد عمال قطاع غزة الذين يسمح لهم بالدخول للعمل داخل الأراضي المحتلة عبر معبر "بيت حانون" هو 19600 عامل، وجميعهم متزوجون ويعيلون اسرا كبيرة.
وقال: "الخسائر اليومية لمنع دخول العمال الى الداخل المحتل هو 5 مليون شيكل، وهو رقم كبير جدا نتيجة لأوضاع العمال المعيشية الصعبة، ولحالة الاقتصاد الفلسطيني الضعيف في غزة بسبب استمرار الحصار منذ 17 عاما".
وأضاف: "العامل الفلسطيني يدفع شهريا 2500 شيكل (660 دولار) للمشغل الإسرائيلي لمنحه تصريح عمل، فاذا توقف عن العمل قرابة ثلث شهر فان ذلك يزيد من مأساته وسيتحمل هذه الخسائر على الصعيد الشخصي دون ان يعمل".
وأشار إلى أن العمال يعيشون أوضاعا اقتصادية ومعيشية صعبة جدا، مؤكدا أن 60% منهم يعيشون تحت خط الفقر لتوقفهم عن العمل خلال 17 عاما من عمر الحصار.
وقال النقابي الفلسطيني: "دولة الاحتلال تستخدم ورقة العمال لتحقيق اهداف سياسية وامنية، وفي فرض عقاب جماعي على سكان قطاع غزة، وهذا مخالف لكل القوانين الدولية والاممية والعمالية".
وناشد كل الوسطاء الذين تدخلوا في ملف العمال "الضغط على دولة الاحتلال ليتجنب العمال الحاجات الإنسانية وعدم استخدام ورقة اغلاق المعبر للمساومة وان يبقى المعبر مفتوحا على مدار الساعة للعمال ولغير العمال".
وكشف العمصي انه وحسب التفاهمات يفترض ان يكون هناك 30 ألف عامل وليس 19 ألف، ولكن الاحتلال يمتنع عن تنفيذ هذا البند في التفاهمات ويرفض زيادة العدد رغم حاجة القطاع لذلك.
وطالب بالضغط على الاحتلال لرفع العدد الى 30 ألف وان لا يغلق المعبر لان اغلاقه يشكل خسائر كبيرة على العمال وعلى الاقتصاد الفلسطيني.
ومن جهته أكد الخبير الاقتصادي والمالي ماهر الطبّاع على أن اغلاق معبر بيت حانون في وجه العمال خلال الفترة الماضية تسبب في حالة من الركود في أسواق قطاع غزة.
وقال الطبّاع لـ "قدس برس": "تسبب اغلاق معبر ;بيت حانون" في وجه العمال لمدة 12 يوما في ضعف الحالة الشرائية، وذلك نتيجة لعدم دخول السيولة النقدية الى قطاع غزة والتي كانت تأتي من خلال العمال."
وأضاف: بأن "اغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري، وهو المنفذ الوحيد لمدة 4 ايام أمام صادرات قطاع غزة إلى الضفة الغربية والداخل المحتل والعالم؛ تسبب في تضرر قطاع النقل التجاري بشكل كبير".
وأشار إلى أن "حوالي 400 شاحنة تدخل يوميًا عن طريق معبر "كرم أبو سالم" في الاتجاهين مما تسبب في تضرر قطاعات اقتصادية وإنتاجية أخرى، أهمها القطاع الزراعي وقطاع النسيج والملابس".
وحذر الاقتصادي الفلسطيني من ان "مواصلة الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة سيؤدي إلى زيادة حدة الأزمات الاقتصادية المتراكمة التي يعيشها قطاع غزة منذ 17 عاما".
واعتبر المؤشرات الاقتصادية في قطاع غزة الأسوأ عالميًا، مما يؤدي إلى صعوبة الأوضاع الاقتصادية في القطاع، مشيرا الى ان نسبة الفقر وصلت الى %64، وارتفعت نسبة البطالة بين صفوف المؤهلين والقادرين على العمل إلى %74 إضافة إلى أن %85 من عائلات قطاع غزة صنفت ضمن استحقاق المساعدات الإغاثية.
وشدد الطبّاع على "ضرورة رفع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 17 عاما، واحداث انتعاش ونمو اقتصادي حقيقي بعد استهداف اقتصاد القطاع بشكل مبرمج خلال الحروب التي تعرضت لها غزة خلال الفترة السابقة مع بقاء الحصار".
واعادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الخميس فتح معبر بيت حانون "ايرز" شمالي قطاع غزة في وجه العمال، وذلك بعد اغلاق استمر 12 يوما بشكل متواصل.
وقال مراسل "قدس برس" في غزة ان الالاف من العمال اجتازوا فجر اليوم المعبر في طريقهم الى أماكن عملهم داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف ان ازدحاما كبيرا شهده المعبر جراء إعلان الاحتلال عن فتح المعبر بشكل مفاجئ لا سيما وان قرار فتح المعبر جاء في وقت متأخر من الليلة الماضية.