كاتب كويتي: إذا كان أينشتاين لم يستطع ثني "إسرائيل" عن مجازرها.. فما الذي يمكننا فعله؟
نشر رئيس مركز "ريكونسنس للبحوث والدراسات" في الكويت عضو "نادي الصحافة الوطني" بواشنطن، عبد العزيز محمد العنجري، مقالا تحت عنوان "أينشتاين حذرنا من حزب الليكود في اسرائيل!".
وقال العنجري في مطلع مقاله، الذي تلقته "قدس برس"، اليوم الجمعة: "تقف الرسالة التي أرسلها ألبرت أينشتاين وآخرون إلى صحيفة "نيويورك تايمز" في عام 1948 كمنارة تاريخية، تضيء على مخاوف بعض المثقفين اليهود بشأن اتجاه السياسة الإسرائيلية وتأثيرها على الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني".
وأضاف: "عندما رفع أينشتاين صوته ضد جرائم الحرب والمجازر التي شهدتها الأراضي الفلسطينية، كان يظن أن صوت العقل والحقيقة سيسود. لكنه فشل. وعليه نتساءل: إذا كان أينشتاين بكل عبقريته لم يستطع ثني إسرائيل عن ممارساتها، فما الذي يمكننا نحن فعله اليوم؟
وتابع بأن أينشتاين وزملاؤه "عبروا في الرسالة عن قلقهم بشأن صعود حزب الليكود بقيادة مناحيم بيغن، مشبهين أيديولوجياته وتكتيكاته بتلك الخاصة بالحركات النازية والفاشية. وكتبوا: "من بين أكثر الظواهر السياسية المقلقة في عصرنا هو ظهور حزب الحرية 'تنوع هعيروت' في الدولة الإسرائيلية الحديثة، وهو حزب سياسي يشبه كثيرا في تنظيمه وأساليبه وفلسفته السياسية وجاذبيته الاجتماعية الأحزاب النازية والفاشية".
وأشار إلى أن المجزرة في دير ياسين، التي رأوها كانت كمؤشر على تحول خطير في السياسة الإسرائيلية نحو العسكرة والتطرف، محور قلقهم الأساسي. وأشاروا إلى ذلك بقولهم: "على سبيل المثال الصادم لسلوكهم، يُبرز حادث القرية العربية دير ياسين... حيث هاجمت عصابات إرهابية هذه القرية السلمية... وقتلت معظم سكانها، وعددهم 240 رجلاً وامرأة وطفلاً، وأبقت على عدد قليل منهم على قيد الحياة ليُعرضوا كأسرى في شوارع القدس."
ونوه العنجري أنه بعد "مرور أكثر من سبعة عقود، توفر هذه الرسالة عدسة فريدة لفحص ومقارنة التعقيدات المستمرة للصراع. وفي تعليقهم على الأساليب الإرهابية المستخدمة، قالوا: "بأساليب العصابات، الضرب، تحطيم النوافذ، والسرقات الواسعة النطاق، قام الإرهابيون بترهيب السكان وفرضوا عليهم جزية ثقيلة."
وأكد أن "المناخ السياسي الحالي في إسرائيل، بما في ذلك السياسات تجاه المستوطنات في الضفة الغربية ووضع القدس، يعكس بعض المخاوف التي أعرب عنها أينشتاين في الرسالة في عام 1948".
وشدد على أن رسالة أينشتاين لعام 1948 إلى نيويورك تايمز "تقدم وجهة نظر قيمة لفهم الأسس التاريخية للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. وتكشف مخاوفها. لا تعد هذه الوثيقة التاريخية فقط سجلًا للمخاوف الماضية ولكنها أيضًا أداة للتأمل في التحديات المستمرة لتحقيق حل دائم لواحدة من أكثر النزاعات استمرارية وتعقيدًا في التاريخ الحديث".
وختم بالقول: "أينشتاين، العبقري اليهودي، وقف ضد رياح الظلم، ولكن صوته غرق في صخب السياسة والمصالح. اليوم، نحن أمام سؤال جوهري: هل سنستمر في السير على خطاه، نحاول بلا جدوى تغيير نظام يغض الطرف عن الحقيقة، أم أننا سنجد طرقاً جديدة لإيصال صوت الحق والعدالة؟ لقد حان الوقت لنعيد النظر في كيفية دعمنا للقضية الفلسطينية".