لبنان.. كيف تبدو الأوضاع الأمنية على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة؟
صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي الليلة الفائتة من هجماته على جنوب لبنان، واستمرت اعتداءاته العنيفة حتّى قبيل منتصف الليل، حيث أغار الطيران الحربي على منطقة "المشاع" بين بلدتَي "المنصوري ومجدل زون" وعلى أطراف "الناقورة" و"جبل اللبونة" جنوب لبنان.
وأفاد مراسلنا بأن طيران الاحتلال المسيّر أطلق صاروخ جو أرض استهدف به محيط بلدة "عيتا الشعب"، وطال القصف المدفعي أطراف معظم بلدات القطاعين الغربي والأوسط المتاخمة "للخط الأزرق".
وسُجّل صباح اليوم السبت، إطلاق نار من موقع الجيش الاسرائيلي في "بركة ريشة" على محيط بلدتي "عيتا الشعب" و"رامية"، وملأت القنابل المضيئة الإسرائيليّة سماء قرى القطاعين الغربي والاوسط مع تحليق للطيران الاستطلاعي الإسرائيلي.
وأفادت مصادر محلية، بأن قصفا مدفعيا إسرائيليا استهدف "وادي حسن" في أطراف بلدة "الجبين" في القطاع الغربي.
فيما أعلن الإعلام الحربي في "حزب الله"، في بيان تلقته "قدس برس"، أنّه"دعما لشعبنا الفلسطيني الصّامد في قطاع غزة، وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشّريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلاميّة عند السّاعة 10:08 من صباح اليوم السّبت، قوّة مشاة إسرائيليّة في محيط موقع "بركة ريشة" بالأسلحة المناسبة؛ وحقّقوا فيها إصابات مؤكّدة".
وبالتزامن مع القصف الجوي والمدفعي، ألقت مسيرات إسرائيلية منشورات فوق بلدة "كفرشوبا"، محذرة السكان من مغبة التعاون مع حزب الله.
وكتب جيش الاحتلال في المنشورات أن "نشاط مقاتلي الحزب في المنطقة سيلحق الضرر بالسكان".
وفي هذا السياق، أصدرت بلدية "كفرشوبا" الجنوبية بياناً أكدت فيه أن "الطائرات الصهيونية قامت بإلقاء منشورات فوق بلدة كفرشوبا تحذر فيها الأهالي من التعامل مع عناصر (حزب الله) وإيوائهم"، ورأت في هذه المنشورات "مقدمة لتبرير أعمال عدوانية تنوي القيام بها ضد أهلنا المدنيين العزل الآمنين في منازلهم والمحافظين على ممتلكاتهم والمتمسكين بوطنهم وأرضهم"، وأكدت "خلو البلدة من السلاح والعناصر المسلحة والمظاهر المسلحة باستثناء الجيش اللبناني وقوات (اليونيفيل)".
وأضافت أنه "منذ بداية الأعمال الحربية قام العدو الصهيوني بقصف 4 منازل يسكنها مدنيون، ولا وجود فيها لأي سلاح أو مسلحين، وعلى إثرها قامت البلدية باتصالات مع (اليونيفيل) والجيش اللبناني طالبة التدخل لدى المتحاربين لتحييد البلدة عن مجال الاشتباكات والعمل على تحديد منطقة إيواء محايدة محروسة من الجيش اللبناني و(اليونيفيل)".
وحذرت البلدية "العدو الصهيوني الذي ما زال يحتل مرتفعات كفرشوبا وأراضيها دون أي سبب لأن هذه الأرض لا خلاف عليها مع أحد، نحذره من مغبة الاعتداء على أهالينا المدنيين المسالمين".
وطالبت "الحكومة اللبنانية والدول التي لديها قوات في (اليونيفيل) بالتدخل للجم النيات العدوانية التي يمهد لها العدو بحق كفرشوبا وأبنائها".
ولليوم الواحد والسبعين على التوالي يواصل الاحتلال الإسرائيلي بمساندة أمريكية وأوروبية عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود، ما أدى لارتفاع حصيلة الشهداء إلى 18 ألفا و800 شهيد إلى جانب 50 ألفا 897 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.