ما آخر التطورات على الحدود اللبنانية الفلسطينية؟
ازدادت حدّة التوتر الأمني في جنوب لبنان، اليوم الأحد، بعدما استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدداً من البلدات الجنوبية اللبنانية.
وأفاد مراسل "قدس برس" في لبنان، أن المعارك في جنوب البلاد "بدأت تخرج تدريجياً عن السيطرة، خصوصاً في ظل حصول نوع من التدحرج المرتبط بنوعية الأهداف، التي يستهدفها الطرفان، وبالمدى الجغرافي للعمليات العسكرية على جانبي الحدود".
وأشار مراسلنا إلى أن "الطيران الإسرائيلي أغار على عدة مناطق وقرى وبلدات جنوب لبنان، كما نفذ غارات وهمية فوق مدينة صور وضواحيها ومخيماتها".
ولفت إلى أن "الغارات الجوية الإسرائيلية كانت أكثر كثافة من الأيام الماضية، خاصة أن جيش الاحتلال استخدم عشرات القنابل الفسفورية والحارقة، التي ألقى بها على الأحياء السكنية وسط عدة بلدات جنوبية".
وفي ذات السياق، أعلن وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عباس الحلبي، إقفال "المدارس والثانويات والمعاهد والمهنيات الرسمية والخاصة، الواقعة في المنطقة الحدودية الجنوبية، وترك القرار لمديري هذه المؤسسات في سائر أنحاء محافظتي الجنوب والنبطية، لجهة فتح المدارس أو إقفالها وذلك بحسب تطور الأوضاع الأمنية والعسكرية في المناطق المذكورة بصورة لا تعرض التلامذة والمعلمين والأهالي للخطر".
فيما أكّد رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله"، هاشم صفي الدين في كلمة له خلال احتفال تكريمي لأحد شهداء الحزب في بلدة "برج الشمالي" جنوب لبنان، أن "العدو الإسرائيلي استهدف القائد في حركة حماس، الشيخ صالح العاروري، وإخوانه في الضاحية الجنوبية لبيروت بهدف قتل قيادي في الحركة، مؤكداً أهمية الرد الحاسم لحماية الأهل والوطن".
وأشار صفي الدين إلى أن "الرد الذي جاء في استهداف جبل ميرون هو بداية ردود متعددة، معلناً أن هناك مزيد من الردود القادمة، داعياً العدو إلى الاستعداد لها".
وأكد رئيس المجلس التنفيذي أن "استهداف جبل ميرون يحمل رمزية خاصة كأعلى مرتفع في فلسطين المحتلة، كما أن قاعدة ميرون الجوية تحتوي على نظام هداية للطائرات ورادارات داعمة لسلاح الجو الإسرائيلي الذي استهدف الضاحية، مؤكداً أن هذا يشكل رسالة مباشرة بأن سلاح المقاومة مستعد لمواجهة التحديات".
وأضاف أنه "لا يوجد مكان آمن أمام قدرات المقاومة وصواريخها، مؤكدًا على أنّ كل المواقع في الكيان الصهيوني هي تحت رماية صواريخ المقاومة، ويمكن للمقاومة الوصول إليها بكل قوة ودقة".
وأشار إلى أنّ "المقاومة بقوة وصدق لن تتوقف إلا إذا توقف العدوان على غزة، مؤكدًا أنّه لا يوجد أي شيء يمكن أن يجبر المقاومة على التخلي عن مسؤولياتها، فهي مسؤولية شرعية وأخلاقية ووطنية في الحفاظ على بلدنا وحدودنا ومكتسباتنا وإنجازاتنا".
من جهة أخرى، نقل موقع "والا" الإسرائيلي عن ضباط إسرائيليين كبار دعواتهم لتحويل القتال ضد حزب الله على الحدود اللبنانية "من الدفاع إلى الهجوم".
وبحسب الموقع، فإن كبار ضباط جيش الدفاع الإسرائيلي بعثوا برسالة إلى هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي والقيادة السياسية، قالوا فيها: "حان الوقت لتحويل الأولويات من الجنوب إلى الشمال"، لتغيير أهداف القتال ضد حزب الله من نظام دفاع محدود أو "دفاع قاتل" إلى هجوم محدود.
هذا ويشهد جنوب لبنان منذ الـ8 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تبادلا شبه يومي لإطلاق النيران، بين "حزب الله" اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي، تزامنا مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في أكبر مواجهات مع الاحتلال منذ حرب عام 2006 بين الجانبين.
ولليوم الثالث والتسعين على التوالي، يتواصل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان، إلى دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وارتقاء أكثر من 22 ألفاً و835 شهيداً، إضافة إلى إصابة 58 ألفا و416 آخرين، معظمهم أطفال ونساء.