محللان: الإقالات والتغييرات في السلطة الفلسطينية "صراع نفوذ" يسبق مؤتمر "فتح"

يرى مراقبون بأن الإقالات والتغيرات الجارية في السلطة الفلسطينية تعود إلى الصراع على النفوذ، بين تيارات داخلها، تحسبا لما بعد رحيل رئيسها الحالي محمود عباس البالغ من العمر 87 عاما.
 
وقالت تمارا حداد الباحثة السياسية في الشأن الإقليمي، إن ما يجري في السلطة من إقالات "له علاقة بصراع نفوذ داخل السلطة واللجنة المركزية لحركة فتح، لا سيما بين تياري جبريل الرجوب، وحسين الشيخ عضوي اللجنة" وفق قولها.
 
وأضافت حداد لـ "قدس برس" تقول إن "هذه الصراعات ليست ببعيدة عن انعقاد المؤتمر الثامن للحركة نهاية العام الجاري، والذي سيشهد عمليات إبعاد وتهميش للمعارضين كلهم للمشروع الأمريكي الجديد، سواء جبريل أو توفيق الطيراوي أو غيرهم، من أجل إخراج لجنة مركزية تتوافق كليا مع التوجهات المستقبلية والتيار القادم المتوافق تماما مع التوجهات الأمريكية" على حد تقديرها.
 
ورأت أن "هناك مطالب واضحة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمانحين بضرورة أن يكون هناك تعديل في واقع السلطة الفلسطينية وإصلاح هيكلة كل المؤسسات المدنية والعسكرية فيها".
 
واعتبرت أن "عملية التغيير في السلطة الفلسطينية لا تتأتى ضمن سياق التصويب، إنما ضمن في سياق أن تكسب الشرعية، وأن يكون هناك موالين لسياستها، وأن تفرز شخصيات لا تتعارض مصالحهم مع التوجهات الأمريكية في الشرق الأوسط، وتتماشى مع خطة السلام الاقتصادي الأمريكية".
 
وشددت حداد على أن "عملية إقالة المحافظين أو السفراء أو أي تعديلات قادمة لن تحسن من صورة السلطة أمام الفلسطينيين، ولن تعيد الثقة ما بين السلطة والشعب، وما يتم عبارة عن صورة ترقيعية لا أكثر ولا أقل".
 
وأكدت أن الشعب "يريد انتخابات، ولا يريد أن يسقط إسقاطات عليه بتعين شخصيات لا يقبلها".
وربطت الباحثة حداد ما بين "التعديلات التي تجريها السلطة وإعلان حركة فتح انعقاد مؤتمرها العام الثامن نهاية العام الماضي".
 
وقالت "المؤتمر الثامن له علاقة بتهميش شخصيات تعارض توجهات السلطة الحالية وما تريده إسرائيل، مع إعادة شرق أوسط جديد ضمن واقع اقتصادي".
 
ومن جهته اعتبر المحلل السياسي محمد شاهين أن "إقالة المحافظين في الضفة الغربية، والتعديلات التي تجريها السلطة هي محاولة منها للتجديد وضخ دماء جديدة بعد أن أثبتت فشلها العملياتي في العمل من أجل أجندة السلطة بالشكل الذي رسمته قيادتها".
 
وأشار شاهين في حديثه لـ "قدس برس" إلى أن "إقالة المحافظين هي قضية معقدة ومتعددة الأبعاد، تتعلق بالوضع السياسي والأمني والاجتماعي في الضفة الغربية، وهي محاولة للتغيير والتجديد في ظل الأزمات التي تواجه السلطة الفلسطينية" وفق ما يرى.
 
وأضاف "هذه الإقالات تصفية حسابات وصراع على السلطة والنفوذ".
 
وأشار شاهين إلى "وجود 3 أبعاد الرئيسية للإقالة وهي أولا تصفية حسابات فتحاوية، ثانيا لها بعد دولي، وثالثا لها بعد اجتماعي".
 
وقال "إقالة المحافظين تعكس حالة من الارتباك والانسداد في خيارات قيادة السلطة الفلسطينية، وتشير إلى وجود صراعات داخل حركة فتح والأجهزة الأمنية، وتؤثر في مستقبل خلافة عباس، كما تعبر عن رغبة عباس في تعزيز سيطرته على مفاصل القرار وإظهار قوته وحزمه أمام المحافظين والمواطنين".
 
وأضاف "في البعد الدولي، فإن إقالة المحافظين تستجيب لبعض الضغوط والانتقادات التي تواجهها السلطة من جانب المحاورين الإقليميين والدوليين، بشأن سوء الحكم والركود السياسي في السلطة". كما تحاول أن "تظهر صورة إيجابية عن قدرة السلطة على التغيير، وتبرير استمرار دعمها مالياً وسياسياً".
 
وفي قرار غير مسبوق، أقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مطلع آب/أغسطس الجاري، معظم محافظي المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل جماعي، في خطوة وصفتها مصادر فلسطينية بـ"الطبيعية" لكنها متأخرة، وتهدف إلى "ضخ دماء جديدة في مفاصل السلطة الفلسطينية".
وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
"الصحة العالمية": الوضع في غزة أكثر من كارثي
مايو 21, 2024
دعا مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، الثلاثاء، "إسرائيل إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية والغذاء والإمدادات الطبية إلى غزة، والسماح بالإجلاء العاجل لنحو 700 مريض ومصاب في حالة خطرة للعلاج خارج القطاع". وطالب أدهانوم، "إسرائيل بإيصال الوقود اللازم لعمل المرافق الصحية والمستشفيات وسيارات الإسعاف". ولفت إلى أن "القطاع الصحي وحده في غزة يحتاج يوميا
تدريبات عسكرية للاحتلال تسبب باحتراق مساحات من الأراضي في الأغوار الشمالية
مايو 21, 2024
تسببت تدريبات عسكرية لجيش الاحتلال، الثلاثاء، باشتعال النيران فى مئات الدونمات من الأراضي الزراعية والرعوية في الأغوار الشمالية. وقال مسؤول ملف الاستيطان في محافظة طوباس بالضفة الغربية، معتز بشارات، إن "التدريبات العسكرية لجيش الاحتلال أدت إلى اشتعال النيران في قرابة مئتي دونم من الأراضي الزراعية، وأكثر من 1600 دونم من الأراضي الرعوية في مناطق: سمرا
"حماس": مصادرة الاحتلال لمعدات "أسوشيتد برس" عمل قمعي يستدعي إدانة دولية
مايو 21, 2024
قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الثلاثاء، إن "مصادرة سلطات الاحتلال لمعدات البث الخاصة بوكالة (أسوشيتد برس) عمل تعسفي وقمعي متكرر ضد حرية العمل الصحفي،". وأضافت الحركة في بيان لها، أن "الكيان يهدف من خلال إجرائه إلى حجب جرائمه وانتهاكاته ضد الشعب الفلسطيني عن الرأي العام العالمي، وهو سلوك فاشي يعكس زيف ادعاء الكيان باحترام قيم
طبيب عُماني يودع غزة بعد 20 يوما قضاها في علاج جرحى العدوان
مايو 21, 2024
أعلن الطبيب العماني خالد الشموسي اليوم الثلاثاء عودته إلى بلاده بعد قرابة 20  يوما قضاها في مستشفى غزة الأوروبي، جنوب قطاع غزة، يعالج جرحى العدوان الاسرائيلي المتواصل منذ 7 تشرين الاول/اكتوبر الماضي. وقال الشموسي في تغريدة عبر حسابه على "اكس" (تويتر سابقا): "الحمدلله، وصلنا غور الاردن. شكرا لجلالة السلطان هيثم وجلالة الملك عبدالله الثاني في
الأمم المتحدة تعلق توزيع المواد الغذائية في رفح
مايو 21, 2024
أعلنت الأمم المتحدة، الثلاثاء، تعليق توزيع المواد الغذائية في منطقة رفح جنوب قطاع غزة، "بسبب نقص الإمدادات وانعدام الأمن". وقالت الأمم المتحدة، إنه "لم تدخل شاحنات المساعدات عبر الرصيف البحري الذي أنشأته الولايات المتحدة خلال اليومين الماضيين". وأوضحت أن "مئات الآلاف من الفلسطينيين موجودين الآن في رفح"، دون أن تحدد عددا. وحذرت المتحدثة باسم برنامج
الخارجية النرويجية: سنعتقل نتنياهو إذا زار بلادنا
مايو 21, 2024
قال وزير خارجية النرويج إسبن إيدي، اليوم الثلاثاء، إن بلاده ملزمة بـ"اعتقال نتنياهو إذا زارها بعد صدور قرار من المحكمة الجنائية الدولية". وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد صرح اليوم الثلاثاء، أنه "لا يخشى السفر في أنحاء العالم بعد قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية". بدوره، أعلن البيت الأبيض عن "رفضه طلب الجنائية