غزة.. إغلاق معبر بيت حانون عقاب جماعي وعلى الوسطاء التدخل
انضم هذا الأسبوع حوالي 19 ألف عامل فلسطيني من قطاع غزة، إلى صفوف المتعطلين عن العمل، بعد أن حرمتهم دولة الاحتلال من مصدر رزقهم الأساسي جراء إغلاق معبر بيت حانون "ايرز" شمالي قطاع غزة.
وأدى دخول العمال الى الداخل المحتل منذ عامين تقريبا الى تحسين طفيف على الوضع الاقتصادي لقطاع غزة، بعد أن أنهكه الحصار، حيث أن هؤلاء العمال يدخلون قرابة مليون دولار يوميا إلى قطاع غزة. حسب خبراء في الاقتصاد.
واعتبر مراقبان فلسطينيان أن هذا الإغلاق الذي لا يستهدف إلا العمال، حيث أنه مفتوح لفئات أخرى، والهدف الضغط على الشباب الثائر، ووقف فعالياتهم على طول الشريط الحدودي شرقي قطاع غزة، والتي تجددت ضمن ما عرف بمسرات العودة قبل شهر تقريبا.
وقال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف لـ "قدس برس": "معبر بيت حانون في الأساس هو مغلق بسبب الأعياد اليهودية مطلع الأسبوع الجاري، ولكنه انسحب على بقية الأسبوع للضغط لوقف الفعاليات على الحدود الشرقية لقطاع غزة".
وأضاف: "اليوم الحديث عن تقييم الوضع الأمني من قبل الاحتلال، في محاولة للضغط على الفلسطينيين؛ من أجل وقف النشاط على المنطقة الحدودية، لأنها باتت مزعجة للاحتلال".
واعتبر الصواف أن استمرار الفعاليات الحدودية؛ يعجل بقرب مواجهة، خاصة أن الاحتلال يمارس إرهابه، ويطلق الرصاص الحي، الذي يؤدي الى ارتقاء شهداء وإصابات متعددة مختلفة.
وأكد أن فعاليات الحدود؛ هي محاولة من الشباب الثائر للتضامن مع المسجد الاقصى والقدس، وما يقوم به الاحتلال من إرهاب، والتأكيد على ترابط الساحات (غزة، القدس، الضفة ، مناطق الـ48).
وأشار إلى أن من أهداف هذا الحراك الحدودي؛ إيصال رسائل للجميع، بأن الحصار الذي يفرضه الاحتلال على قطاع غزة طال، وعلى الجميع أن يعمل على رفعه.
وقال الكاتب والمحلل السياسي: "الاحتلال يعلم أن الفعاليات لن توقف إلا بما يريده الفلسطيني، وأن الاحتلال سيرضخ للفلسطينيين كما حدث؛ عندما أوقف التصدير عبر كرم أبو سالم (المعبر التجاري) من قطاع غزة قبل أسبوعين".
وأضاف: "إغلاق معبر بيت حانون لن يستمر، وعلى الاحتلال الاستجابة للمطالبة الفلسطينية التي تم ايصالها للوسطاء (قطر، مصر، الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة) والتي وصلت بكل تأكيد للاحتلال".
واعتبر رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في قطاع غزة، سامي العمصي، أن استمرار إغلاق حاجز "بيت حانون" يشكل عقوبة جماعية تفرضها دولة الاحتلال على قطاع غزة؛ بشكل مخالف لكل القوانين الدولية والعمالية.
وقال العمصي لـ "قدس برس": "إن حوالي 19 ألف عامل فلسطيني تم منعهم من ممارسة عملهم؛ بسبب إغلاق حاجز بيت حانون شمالي قطاع غزة منذ أسبوع".
وأضاف: "هذا الإغلاق سيتسبب في فقدان قطاع غزة لنحو 30 مليون دولار شهريًّا، وهذا الأمر لا يمكن للقطاع المحاصر منذ 17 سنة تحمله".
واكد العمصي أن اغلاق معبر بيت حانون يخالف القوانين الدولية والأممية لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة، وكافة الاتفاقيات والقوانين الخاصة بحقوق العمال.
ودعا النقابي الفلسطيني الوسطاء بضرورة ممارسة الضغط على الاحتلال لفتح معبر بيت حانون أمام العمال.
وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إغلاق معبر بيت حانون منذ مطلع الأسبوع الجاري في وجه العمال الفلسطينيين المتوجهين للداخل المحتل، وذلك بتوصية من وزارة الحرب الإسرائيلية، وذلك ردا على الفعاليات الحدودية.